لم يبقَ أحد
عمر محمد السميرات
لم تستطع الفتاة أن تنتشل لعبة الباربي خاصتها من تحت الرّكام المكوّم فوقها، بمنتهى الصعوبة وبشق الأنفس استطاعت أن تنهض من تحت الأنقاض مفزوعة وتتفقد أفراد عائلتها، فكيف ستقوى للبحث عن لعبتها؟
أما الفتى.. قد فُزرت كرته المفضلة كجمجمة رأسه، خرج الهواء من الكرة، وتدفق الدم من مقدمة رأسه بفعل الحديد الذي انهال عليه واخترق جسده كالسهام الجارحة.
الأب لم يعثر على أبناءه، والأم لم تجد كليهما.
كل شخص يبحث عمن يحب، لا ندري هل لا يزالون ضائعين بين الحجارة، أم أن الرؤية انعدمت كليًا من الغبار الناجم عن الانهدام.
لم تعد الحشائش والأعشاب التي تنبُت على جوانب المنازل والطرقات متوفرة لتُؤكل، ولا حتى المياه العادمة لتروي ظمأ المنكوبين.
لم يبقَ صحفيين ينقلون أخبار من استشهد ومن أصيب، ومن فُقد ومن اختفى أثره، فقد تم تصفية الخبر وناقل الخبر.
لا صوت ليصرخ، ولا أذان لتسمع، ولا ضمير ليهتز.
والآن.. سأرتدي سترة الصحفيين، واضع خوذتهم (خوذة الحماية)، وأمسك المايكروفون، وانقل لكم الصورة، وأخبركم بأنه لم يبقَ أحد.
Discussion about this post