د.كمال يونس
في غفلة تسلل لرئاسة الرابطة وهو المحدود الإمكانيات والمهارات المهنية ، لكنه حدد هدفا وسعى لتحقيقه بكل وسيلة ممكنة، ليتغلب على ضعفه ويتسيد من يتفوقون عليه فعليا ،جمع حوله مجموعة من رفاقه الحالمين المنادين بالإصلاح ،متخذين منه زعيما ، سعى لإظهار مناط تميزه عن زملائه في مجلس إدارتها وعن رئيس الرابطة،وقد سحب البساط من تحت قدميه ، مزيحا إياه في سلاسة ديمقراطية ، وسع دائرة علاقته بالتنفيذيين بكل مكان ليلبوا خدماته فأصبح منقذ الملهوف للأعضاء ، تضخم سلطانه ليصبح ملكا بلا منازع ، جمع كل السلطات في يديه مهمشا رفاقه القدامى ، مستقطبا حوله مجموعة من دلاديل إمعات آخرين مكونا مجلس إدارة على هواه يدين له بالولاء والطاعة ،ومجموعة أخرى تجهض أصوات معارضيه ،فلا يسمع إلا صوته فقط ، استخف بأعضاء رابطته فأطاعوه وسلموا قيادهم له ، محولا إياهم لمجموعة من العجزة والمعاقين بعد أن رأوا فيه عقلهم المدبر لشؤونهم ، بمرور الأيام ومع توسع سلطانه ،سلطاته ، نفوذه لم ينس أن يلقي بالفتات لمعارضيه من وقت لآخر ، يحسن ويعاقب في ذات الوقت ،مزق ،فصم شخصيتهم ،جعلهم في حيرة من أمره ،فهو الخدوم وهو مذل لهم ، هو الطيب وهو الشرير ،فهو يؤذي ويمنع ويقصي معارضيه ، ويرفع وينعم ويدني منه مؤيديه، هم الناقمون عليه وهم الراضون عنه ، تفاقمت أحوالهم وقد عانوا من البطالة ،فلا يعمل إلا شلته ، جأروا بالشكوى ، فألقى لبعضهم بفتات ليسد أفواههم ، ولكن الباقين والغالبية يعانون ،انتفض أحد دلاديله وتابعيه ومنافقيه وقد كان كالخاتم في أصبعه متقمصا روح الثوري المطالب بالتغيير منتهزا أقرب انتخابات ليترشح أمامه ، لكنه فشل فشلا مريعا ، انتهى به إلى بطالة واعتزال قسرى لكأنما تبخر وانمحى اسمه من الوجود، واستمر في تبجح وتسلط وطغيان في رئاسة الرابطة ، يقمع من يتحدث عن البطالة ،لايبالي بمن يعتزل منهم ،وخلت الساحة تماما له ولدلاديله عبيد إحسانه ،وتزخرفت الرابطة وتزينت له، والصابرون ممن أوغر صدورهم ينتظرون أمر الله بشأنه في الطريق .
Discussion about this post