بقعــــة ضــــوء …
ســرّ المعادلـــة
بقلــــــم :
لميــــاء العامريــــة
مع غياب المشروع العربي ، وفي ظل السياسات العربية نجد جميع الاطراف بما ضمنهم قطبيّ القضية منشغلون بانفسهم ، وبالنزاعات الضيّقة الافق ، مع غياب الاهداف الاستراتيجية لبناء ائتلاف متين يصبّ هدفه الاساس لخدمة قضية الامة المصيرية كهدف اساس ومركزي…
تلك هي احدى معطيات اتفاقية اوسلو منذ عقود والتي اصابت القضية بمقتل ..!!!
فمنذ سبعينيات القرن الماضي ارتبطت استراتيجيات الدول العربية وعلى وجه الخصوص في منطقة الشرق الاوسط ودول محور المواجهة وايديولوجيتها السياسية بمتغيرات من يصل لسدّة الحكم سواء في اسرائيل او ما تتمخض عنه نتائج الانتخابات الامريكية ، مع غياب واضح وخطير لأي مشروع عربي شامل ، او ما تفرزه مستويات العلاقات مع الاتحاد السوفييتي المنحل وتوجهات الصين نحو الشرق الاوسط ، ومدى تأثير دول الاقليم كايران وتركيا وذلك ما ترك من آثار سلبية والجمود السياسي الذي بدا واضحا في ضعف الفاعلية السياسية لدول الشرق الاوسط ، وما زاد الطين بلّة هو انعقاد معاهدة السلام في كمب ديفيد بين مصر واسرائيل وبمباركة الولايات المتحدة ودول حلف الاطلسي ، تلك المعاهدة التي مهدّت لمزيد من اتفاقيات السلام والتطبيع الى يومنا هذا ..
الصف الفلسطيني بمختلف فصائله وجبهاته ومنظماته الذي استكان للعملية السياسية كحل بديل عن المقاومة كان نتيجة لعوامل عدة ، منها فشل الصف العربي في صنع قرار سياسي او تبنّي مشروع عربي قوي رغم قدرته التأثيرية الفاعلة في لعب دور فاعل كطرف من اطراف الصراع العربي ـ الاسرائيلي ، ولم يخرج بأكثر مت خطابات واوراق عمل تجاه القضية الفلسطينية لم تطبق على ارض الواقع نتيجة الصراعات العربية ـ العربية من جهة ، والفلسطينية ـ الفلسطينية من جهة اخرى ، ما قاد الى تهيئة الاجواء لعقد معاهدة اوسلو عام1993 في اوسلو ..
وليس غريبا ومنذ ذلك الوقت ان تتسم المرحلة تلك بالضعف وانعدام صنع القرار العربي مع غياب دول العمق الاستراتيجي ودورهم الفاعل كالعراق ومصر والجزائر ، في ظل ظروف داخلية وخارجية خطيرة انذاك ما انعكس على وحدة الصف الفلسطيني وانشقاقه بين مؤيد ومعارض لاتفاقيات السلام ..
لم يجد العرب للان ما يمكن تقديمه بشكل فاعل ومؤثر في تغيير مجريات الاحداث ،
بل لم يستطيعوا المساهمة الايجابية لإحداث اي تغيير ممكن وليس هناك سوى مشاورات ولقاءات وتبادل وجهات النظر وتحت رعاية امريكية او ، توجيهات اقليمية ،
الوهم الاخطر الذي يعيشه العرب انهم يظنون انهم يقدمون او يفعلون شيئا ، وان ما يقدمونه هو غاية الفعل المؤثر وكل ما يرجونه هو ما يمكن ان ينتج ويحدث من متغيرات في نتائج انتخابات رئاسية امريكية او اسرائيلية ، قد تعتبر نوع من التغيير لواقع عربي لن يتغير ،
انها متلازمة الضعف والهوان العربي التي تمسك بها العرب منذ عصور ، فكانت الصدمة التي شكلت مفاجأة حتى للفلسطينيين هي احداث السابع من اكتوبر2023 والتي خرجت عن نمط المقاومة المتعارف عليه طيلة عقود العمل النضالي ..
تلك المفاجأة التي عرّت حقيقة الوهم الذي تبجح به القادة العرب في خطاباتهم المدويّة في اروقة مؤتمرات القمة والجامعة العربية ..
وما نراه اليوم انما هو مقدمة لخرائط التقسيم الجديد ، وبداية لتأسيس دويلات مصغرة وفق رؤى عراب السياسة الامريكية هنري كيسنجر ، ومخططات لويس برنارد ..
تلك هي خطوط المعادلة والشبكة العنكبوتية التي نسجت في مطابخ القوى العالمية ..
Discussion about this post