كان الشارعُ صحواً
أو مغبراً
وكانت الفتاةُ جميلةً
أو خائفة
وكان بائعُ الوردِ عند الناصية
موجةً
أو تراب
وكنتُ قد وصلتُ إلى العنوانِ بالضبط
وعلى وشك الضلال التام
وكنتُ أبحثُ عن لساني
ولم أكن في حلم
حارس المبنى
بعينين بارزتين
ووجهٍ خشبي طويل
يطلُ عليَّ من شباكٍ في قبو
وينظرُ لي:
مات سيدي ومستعبدي في الجنوب
فسافرتُ إلى الشمال
أبحثُ عن سيدٍ جديد
وكنت على السُلم
أحمل الزمن على كتفيَّ
أثقلَ مني
ويعدُ لي
واحد
اثنان
عليك الآن أن تصعدَ ستين طابقاً لأعلى
قبل أن تموت
كان المبنى
أحمر
والشوارعُ حمراء
والبناتُ ارتدين بشراتهن الوردية
وكنتُ أجوسُ ببصري في الطرقات والسلالم
علني ألتقيها
وكنتُ
أحملُ الزمنَ على كتفيَّ
أثقلَ مني
ويعدُ لي
واحد
اثنان
عليك الآن أن تصعدَ ستين طابقاً لأعلى
قبل أن نموت
خطان الآن أمامك
عليك أَن تجرب نعليك في طريقٍ ما
سريعاً
قبل أن تتبدد
أنتما الآن في دوامةٍ واحدة
في دوامةٍ من ماء
عرافتك الوحيدة
والزمانُ
في كل اتجاه
في دوامةٍ من ريح
أنت عرافها
وآتٍ من كهوفٍ لا يراها أحد
تدخلان في دوامة
ثم تدخلان في دوامة
دوامةٌ في دوامةٍ كبيرة
تولَدُ وتولَدُ وتولَدُ
وخالدةٌ في الزمان السحيق
وها أنا دوامةُ الخلود الكبيرة
جئتُ ألتهمُك
ما الذي جابَكَ هنا؟
جيبي واسعٌ
يغريك أن تسقط
وها أنا كفاي مطبوعتان بالدم
وقلبُكَ يرعِشُ في يميني
انتقل الآن
من منامتك هذه
إلى منامةٍ جديدة
تفوتُ على الديارِ وعلى حبيبتك النائمة
ثم تصحو في منامةٍ جديدة
ثم تصحو في منامةٍ جديدة
هذه الحياةُ التي أمامي منامةٌ خالدة
عليك الآن أن تجربَ نعليك في طريقٍ ما
سريعاً
قبل أن تتبدد
يونان سعد
Discussion about this post