حكاية السيدة التي رفضت مصافحة ابن الفنان فؤاد المهندس
كتب/خطاب معوض خطاب
من أكبر مآسي العصر الحديث ما يحدث في السوشيال ميديا من نشر أشياء وانتشارها كالنار في الهشيم دون التوثق منها، ولعل آخر هذه المآسي ما حدث مع إحدى السيدات التي وصفها ناشرو الخبر بأنها من مسئولي حفل التكريم الذي أقامه ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي بعدما رفضت مصافحة ابن الفنان فؤاد المهندس أثناء صعوده المسرح لاستلام درع تكريم والده، وقد أسهب الكثيرون في وصف ما فعلته تلك السيدة التي أهانها البعض ووصفوها بقلة الأدب وانعدام الذوق، بينما وصفها آخرون بأنها صاحبة فكر في منتهى القذارة وأنها تعيش في مستنقع فكري، بينما تساءل آخرون عن سبب صعود تلك السيدة للمسرح ما دامت لن تصافح الرجال.
وبداية أقول إن من حق أي سيدة أن ترفض مصافحة الرجال إن هي قررت ذلك، فليس هناك قانون يلزم السيدات بمصافحة الرجال، ثانيا ليس هناك شرط يلزم أي سيدة تحضر حفل تكريم بمصافحة الرجال إن رفضت هي ذلك، ثالثا هي رفضت مصافحته بكل أدب وهو تقبل منها ذلك بصدر رحب، رابعا هذه السيدة التي وصفها ناشرو الخبر ليست من مسئولي حفل التكريم الذي أقامه ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي، وليست مصرية من الأصل بل هي ضيفة من دولة سلطنة عمان ضيف الشقيقة شرف الملتقى، وصعدت المسرح لاستلام درع تكريم أحد أقاربها مثلها في ذلك مثل ابن الفنان فؤاد المهندس.
وهكذا يتضح أن من قاموا بنشر ذلك الخبر تعمدوا الكذب وتعمدوا إهانة ضيفة رسمية أتت من بلادها ملبية دعوة وجهناها لها لتكريمها، وبدلا من تحري الدقة قبل نشر الخبر سارع الكثيرون وبادروا بتوجيه السباب والإتهامات لها، والحقيقة أنني في غاية الأسى والأسف مما حدث ويحدث، وإنني من هنا أتوجه لجميع من قاموا بنشر ذلك الخبر وسبوا وأهانوا تلك السيدة العمانية الفاضلة بالإعتذار لها عما حدث، فهي أولا وأخيرا حرة وليست مجبرة على فعل شيء يخالف ما تؤمن به وتعتقد فيه، أم أن الحرية في نظرهم مكفولة فقط لمن يعيثون في الأرض فسادا.
Discussion about this post