الزهرة البيضاء والذئب
خلف سور الحديقة هناك الكثير من الفرشات،وأزهار جميلة، في كل صباح تنهض باكرا، تحمل بين يديها الصغيرتين قارورة ماء، تركض، بفرح وسعادة ،باتجاه باب الحديقة ،سريعة خطواتها ،تمسك تلك الزهرة البيضاء في يدها،تحدثها بهمس ،أنت سيدة الحديقة . لن أسمح لأحد أن يقطفك، سأظل ارعاك، حتى تتفتحين، سنكبر سويا أنا وأنت ،سأصبح سيدة هذا البيت ،وأنت سيدة هذه الحديقة استمرت بالركض، وهي تردد كلمات أغنيتها المحبوبة، أنهت يومها بمطاردة الفراشات ، في الآخير غلبها النعاس ،نامت وهي تحتضن قارورة الماء، في بداية يوم جديد، عزمت على الوصول لحلمها البعيد. أن تمسك بالفراشة الزرقاء ورافقها في ذالك مرح و عناد الطفولة.
تسمع صوتا يناديها خارج الأسوار، كان أشبه بصوت الذئب في رواية ليلى ،بابا هذا أنت؟ والدها منشغل بجريدته ، ماما هذه أنت ؟والدتها مشغولة بهاتفها ، ليأتي صوت من خلف الباب ويناديها للمرة الثانية،تعالي يا عزيزتي ،انظري ما أجمل هذه الفراشات اتسعت عيناها فرحا،وركضت نحو الباب، لتجد مفترسا كشر عن أنيابه، وتجرد من ثوب الإنسانية،لم تستوعب الزهرة ذات العشر سنوات ما حدث معها ، كبرت في تلك اللحظات عشرات السنين . في في ذلك اليوم المشؤوم ، إنتهى شغفها بمطاردة الفراشات ، والاعتناء بزهرتها البيضاء ، وجدت نفسها ترتدي ثوبا من الأشواك ،لا يتناسب مع سنها، وروحها البيضاء النقية.
كيف لهذه الروح النقية أن تشنق؟من تجرأ أطفأ النور بداخلك يا صغيرتي؟
كيف لذنب بشري أن يسرق ضحكتك؟
لا تستحق هاتين العينين أن تبكي
في رواية أخرى هذا ما تفعله الذئاب البشرية بالزهور البيضاء
بقلمي فاطمة يوسف بوجمعة
حواء
الجزائر
Discussion about this post