مازلت أسمع صراخها، آهاتها، .. لم أنس ثيابها الرثة، و ملامحها الشاحبة التي ارتسمت عليها علامات العزة و الشموخ…
نائلة أم فلسطينية، تناجي خالقها أثناء السجود، تدعو النصر لبلدها. فقدت بيتها و عائلتها في قصف الكيان الصهيوني المتغطرس الجائر، الذي لوثّ بدناءته أرض الأنبياء، و قبلة المسلمين الأولى، و مسرى سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد عليه افضل الصلاة و التسليم،
و العالم يخيم عليه صمت لعين…
نائلة ومن مخيم اللاجئين تسأل: أين أنتم يا عرب!!؟ أخواتكم تغتصب، و أبناءكم تحت الردم و الأرامل تنتحب، والجميع… إما بدعائه مساند داعم، أو في سبات نائم، أو هدّده المستعمر الغاشم، و الآخر جبان مسالم لا موقف له و لا لومة لائم… نائلة تلملم جراها و تجمع ما تبقى من قواها المنهكة لتواصل الحياة فهي على يقين أن نصر الله قادم
تزور نائلة بيتها كلّ يوم، لم يبق منه سوى الرّكام، تنظر إليه تحاول استجداء ذكريات عاشتها بين جدرانه، لازالت تذكر صوت زوجها وهو يتلو آيات القرآن الكريم وفي حضنه ابنها نصر الله، لازالت تسمع صدى صوته يتردد في وجدانها، كان كل شيء بالنسبة لها الزّوج والرّفيق والسّند وبكاء طفليها كسم يعتصر أحشاءها، لكن مع هذا نائلة رضيت بقضاء الله وقدره فهي تعلم أنها حتما راحلة وستلقى أحبّتها في جنّة الخلود
Discussion about this post