كعادتي في كل مرة، عندما أنتهيت من كتابة قصيدتي، حملت جثمانه على كتفي، شيعته إلى مثواه الأخير، حفرت قبره بيدي واريت جسده التراب، وضعت شاهدا على قبره: هنا يرقد شبح الذاكرة .
عدت أدراجي سعيدة بجريمتي التي ارتكبتها وأرتكبها كل ليلة.
في صباح اليوم التالي، لم أستطع النهوض من سريري، جسدي منهك، لابد انه لا زال متأثرا بثقل الجثة ..
حضرت فنجان قهوة على السريع، كم أنا بحاجة إليه ليتفتح مخي الصغير، و يُغدق علي من أفكاره ما أغذي به قريحتي لهذا اليوم …
حملت قلمي، هممت به، لولا أن رأيت طيف العزيز يقف بباب ذاكرتي : صباح الخير قاتلتي …
طلب أن أدعه يحضر مراسيم تأبينه، كشاهد على الجريمة، هو يعرف مصيره مسبقا …
لم أبالي بطلباته الغريبة، حاولت تجاهل وجوده فوق رأسي…
لكنه يصر أن يكون حاضرا ، بأي شكل وبأية صفة…
هذه المرة طلب أن استأجر قناصا محترفا لا يخطئ الرماية أو أجعله يتجرع مداد محبرتي ربما يموت مسموما، لكني أرفض مبدأ القتل الرحيم ، فأنا أفضل موته على مراحل، كما كانت عذاباتي على مر السنين …
لن أدعه يختار الطريقة التي يغادر بها ذاكرتي كما غادر حياتي ..
سأترك الأمر لقلمي هو من سيقرر طريقة التخلص منه و إلى الأبد.. هذه المرة، ستكون جريمة كاملة ..
Discussion about this post