أحيانا نحنّ للأيام الخوالي، لحياة البساطة المعبقة بأريج المحبّة وعبق التّعاون، فعلى الرّغم أن الحياة قبل الأنترنت كانت صعبة لكنّنّا كنّا نعيش بسلام، مازلت أتذكرّ رنّات الهاتف التابث، ولازالت همسات المذياع عبر أثير إذاعة الجزائر تُطرب الرّوح وتؤنس الفؤاد ولا ننسى اجتماع العائلة حول التلفاز لمشاهدة الأخبار أو فيلم السّهرة في القناة الوطنيّة وبالأبيض والأسود ساعات من المرح والإنسجام…. كان الأهل يحافظون على صلة الرّحم ويتبادلون الزّيارات بينما الآن رسالة نصّية خالية من الأحاسيس قضت على كلّ الرّوابط، مازلت أتذكرّ ساعي البريد الذي كان يحضر لمنزلنا حاملا رسائل الأحبة والأصدقاء، رسائل كانت تدخل البهجة والفرح لقلوبنا، ربّما سهّل الأنترنت عمل الطلاب والباحثين ولكنّه قضى على خير جليس للإنسان، ودمّر علاقة الإنسان بالكتاب فاندثر القرّاء من المكتبات وبقي الكتاب حبيس الرّفوف، والمسارح خلت مدرّجاتها من الجمهور فالكلّ أصبح مشغول بشبكة التّواصل التي قضت جعلت العالم قرية صغيرة وفي البيوت حسرة كبيرة، فكلّ فرد من العائلة لديه عالمه الخاص حتّى أصبح ما يجمع العائلة هو إلقاء التّحية أو طاولة الغذاء إن صحّ القول…
كم أحنّ لزمن القاموس لشرح المفردات، والخريطة أوالبوصلة لتحديد الإتّجاهات، رغيف خبز وشربة ماء وجمعة العائلات، أحنّ لآلة تصوير تجسّد أحلى الذّكريات…..
ربّما غزت حياتنا الأنترنت في عصر تلاشت فيه العلاقات ولكن يبقى أريج الماضي ينثر عبيره فليت الزمن الجميل يعود قبل الفوات
Discussion about this post