خدرو المجنون …

خدرو المجنون …

قصة قصيرة

الكاتب

انيس ميرو-زاخو 

مدينة (دهوك )قريبة من قرى وبساتين متنوعة كروم وتين و مختلف بقية الفواكه في ايام العطل كنت اذهب مع اصدقائي الى خارج مدينة (دهوك )لمنطقة تسمى (كرى عمي) وكان لصديقي ( جوتيار) بساتين عديدة متنوعه من اعناب وتين ورمان وتفاح وكان النهر الصغير الذي كان منبعه من قرية(كرمافا )يمر بالقرب من هذا البستان الجميل والبستان على هيئة جنائن متسلسلة باتجاه الارض المنبسطة قرب النهر…… 

هم كانو يقضون اعمالهم الروتينية كتشذيب و تسميد و ازالة الاعشاب الضارة، و تصليح الاسيجة المحيطة بهذه البساتين وكانت والدته (زينب )امرأة قروية محترمه تعد لنا جميعاً الطعام كنا نبقى لغاية المساء …

 نمرح و نسرح ونستحم بالنهر و ناكل بما جادت به الارض الطيبة من الفواكه 

كان هذا واقعنا اليومي ..

    ذات يوم نسيت السيدة (زينب )ربطة الخبز المعدة للبستان وبعد تعذر رجوعها لمدينه (دهوك )لكون المسافة اكثر من ساعة مشيا على الاقدام فطلبت مني ( حسين و جوتيار )ابنها ان نذهب لقرية (بيرومرا) لنجلب كمية من الخبز المحلي من بيت شقيقتها ( سميرة ) التي تعيش في هذه القرية ….

 كانت المسافة لا تقل عن نصف ساعة ذهابا و ايابا ……!!

ذهبنا الى هذه القرية الجميلة عبر البساتين وصلنا القرية و لفت نظري تواجد شاب ضخم الجثة و حافي القدمين و هيئته تدل على كونه مجنوناً، جالس بالقرب من والدته ….

بعد السلام على والدته التي كانت تخبز في وقتها وتبين انها تعمل لصالح السيدة (سميره )تجنبنا. المرور بالقرب من (خدرو) كنت اهاب المجانين وبعد ان عبرناه بمسافة ما واصبح ظهرنا باتجاهه أخذ (خدرو )قطعة كبيرة من الخشب وصوبها باتجاهنا، شعرت كأن شيء ما لامسني من قمة رأسي لبقية ظهري، وحينما التفت الى الخلف تبين ان (خدرو ) واقفا و لا يزال ممسكا بقطعة الخشب تبين انه هو الذي ضربني بتلك القطعة الكبيرة من الخشب ….

اي لولا أنه أخطأني …لكانت قد قضت عليًّ، في الحال…..؟

كان ( خدروا ) غارقاً بالضحك وربما إعتبرها حفلة تعارف معنا. ..؟.. 

 من شدة خوفنا هنا تولى صديقي( جوتيار ) بشتمه و قال لوالدته 

ـ كان عليك على الأقل أن تمنعيه من فعلته او تنبيهنا بذلك .. كادت محاولة جلب الخبز ان تقضي على حياتنا ولكننا جلبنا الخبز و كمية من التمر و الدبس السائل المعد في القرية رغم انه كان موقفا مرعبا و قد ألطف الله بنا وأنقذنا من موت محقق بسبب( خدرو)…..؟؟