مستشفى كرى العام إدارة حكيمة وسعي مستمر نحو المستقبل …
للكاتب: محمد نبراس العميسي
في الفراغ اللامرئي بين اللحظة والأخرى؛ تُكتب آجال، وتُخلق حياة. وفي واقع مغاير للأخر؛ تُصنع أقدار..يتفق للمرء أحياناً أن يرغب بتحقيق إنجاز ملموس على الواقع، يظل هذا الإنجاز في قرارة النفس وحيّز النيّة، فيبدأ الإنجاز بالتشكّل شيئاً فشيئا ومع الاستمرارية والسعي، وليل الاجتهاد الطويل؛ تشرق شمس الصباح وذلك الإنجاز مرتسم على الواقع. هذه التفاصيل المُرهقة كانت المخاض الأول لمستشفى كرى العام..
يعقد الإنسان النيّة على تحقيق نجاحٍ ما؛ فتبتسم له الأقدار، يتطلع أكثر ويبدأ في السعي؛ فتضحك له الأقدار بل وتقهقه أحياناً. بهذه المبادئ يمضي الدكتور لؤي إلى الغد المنتظر بإدارة وقيادة مستشفى كرى العام.
الأجل، الحياة، الواقع، الأقدار، النجاح، هذه الأشياء خلقها الله منذ التكوين الوجودي قبل الوجود البشري، خلقها الله ثم خلق الإنسان، ثم خلق للإنسان فرصاً ليصنع الغد، ويصنع الحياة، ويصنع الواقع، ويصنع الأقدار والنجاحات..ولمّا انفتق وعي الإنسان على هذه المفاهيم بدأ العمل بها، وبدأ تبعاً ذلك يستجيب القدر، ويحقق له مايريد، ومايرغب ومايؤمل.
هذه الخواطر والتأملات الّتي أضعها بين قراء العمود الأسبوعي، كتبتها بالهدّي من الواقع الذي يتربع عليه مستشفى كرى العام اليوم، من القمة الّتي يعتليها، والترويسة الّتي يحتلها، والمفارقات الّتي تتقازم أمامه.
تعود بي ذاكرة الخيال عبر الزمن سنيناً إلى الوراء، قبل أن يكون على هذه الرمال حجراً واحداً، مجرد فراغ مبثوث على المدى، وشجرة الأثل لايرجى منها النفع تصطف على جانب الطريق، وخط أسود يقل الذاهبين إلى المملكة ويرحب بالعائدين، وكآبة تعبق في الأجواء ووحشة تسكن المكان..حتّى وضِع حجر الأساس للمبنى وبدأ في التعاظم، إلى إن أصبح وجهة للكثير، ومهوى للمرضى الزائرين.
باتت الصورة النمطية عند الناس عن المستشفى مُشرّقة وبيضاء، لماذا؟!.
لأنه المستشفى الحكومي الوحيد في المحافظات المحررة يُقدّم خدمات المستشفى الخاص، ويتفرد بذلك التفرد الّذي يلاحظه الناس في المستشفيات، مستشفى شمولي يحوي كلّ التخصصات الطبية بدءاً من الطوارئ وانتهاء بالجراحة العصبية وفي استمرار متصل لتوفير المزيد من التخصصات الطبية الّتي تخفف عناءَ وتكلفة ومشاق السفر إلى خارج الوطن.
هل سيصل المستشفى إلى ذروة التقييمات والتصنيفات بدون شخصية ناجحة تتسم بالذكاء وتتقد بالفطنة ، لا أظن ذلك نهائياً!
في سؤال عابر ومقتضب سألت الدكتور لؤي.
-إلى أين تريد أن تصل بالمستشفى يادكتور؟
-أجابني: أريد أن أصل بالبنية التحتية إلى هيئة؟!
أُصبتُ فيما يشبه الحيرة والانبهار، وسألت نفسي: هذا التطوير الكبير، هذا النجاح الّذي استحقه عن جدارة واستحقاق، هذا التفرد الخاص، هذه المراكز والأقسام والتخصصات المتوفرة، هذه المباني الشاهقة والتقدم العمراني الكبير، هذا مصنع الأوكسجين والمخبز الآلي، والتوسعة، والأمومة والطفولة، والنادي، ناهيك عن الجزئية الأكاديمية والجودة ومكافحة العدوى، الذي سأفرد لكل واحدةٍ منها مقالة خاصة في الأعداد الأسبوعية القادمة..كلّ هذا ويطلب المزيد، كلّ هذا ولم يرغب بالإكتفاء.
الدكتور لؤي رجل المرحلة بامتياز، رجل المفارقات، رجل الغد المأمول. وهذه قناعات الكثيرين.
Discussion about this post