بقلم د. عبد العزيز يوسف آغا.
هي نوع من الأسلحة الفتاكة تصل سرعتها 5 أضعاف سرعة الصوت وأحيانا أكثر، لا تتبع مسارا مقوسا، لها القدرة على المراوغة أثناء الطيران مما يسهل اختراقها للدفاعات الجوية، ويعيق تتبعها من قبل الرادارات، تطير على ارتفاعات منخفضة مقارنة بالصواريخ الباليستية.
النشأة والتصنيع:
بدأت الأبحاث لتصنيع الصواريخ الفرط صوتية في أوائل ثلاثينيات القرن العشرين. وخلال الحرب العالمية الثانية أنجزت ألمانيا العديد من التطويرات على هذا النوع من الصواريخ.
وزاد الاهتمام بالصواريخ الباليستية العابرة للقارات وبتطوير تقنياتها لتصبح صواريخ فرط صوتية تتميز بتجاوزها سرعة الصوت، وتنطلق لمسافات طويلة على ارتفاعات منخفضة ولها القدرة على المراوغة أثناء الطيران.
وتتصدر روسيا والصين والولايات المتحدة الأميركية قائمة الدول التي تعمل على تطوير تكنولوجيا الأسلحة الفرط صوتية، وانضمت لها كل من إيران وكوريا الشمالية عام 2023، وتعمل المملكة المتحدة وأستراليا وفرنسا على البحث في هذه التكنولوجيا.
آلية العمل:
يتكون هواء على شكل قِمْع حول الصاروخ عندما تصل سرعته إلى 350 متراً في الثانية، وهي سرعة الصوت، ثم يُسمع صوت انفجار عند اختراق حاجز الصوت، وهو ما يعرف بالغارات الوهمية، وتصبح سرعة الصاروخ حينها فوق صوتية.
وتأتي السرعة الفرط صوتية عند وصول الهواء لحالة البلازما عقب تخطي سرعة الصاروخ حوالي 5 أضعاف سرعة الصوت، تُكوّن هذه السرعة حول الصاروخ سحابة من البلازما يصعب معها تتبعه على الرادارات، ويسهل اختراقه الدفاعات الجوية ويزيد إمكانية إصابة الهدف بشكل دقيق.
وتعرف حالة البلازما بأنها وصول الغاز إلى درجة التأيُّن فيصبح مشحوناً بشحنات سالبة وموجبة نتيجة انفصال الإلكترونات عن الذرات.
أنواعها:
هناك نوعان من الصواريخ الفرط صوتية، هما المركبات الانزلاقية وصواريخ كروز.
ويتميز هذان النوعان عن الصواريخ الباليستية بقدرتهما على المراوغة قبل الوصول للهدف، مما يعيق توقع مسار الصاروخ ويصعّب اعتراضه، وتتجاوز هذه الصواريخ سرعة الصوت بأكثر من 5 مرات، كما يمكنها حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية.
1-المركبات الانزلاقية: وهي التي تُطلق من الفضاء الخارجي عبر صاروخ قبل انزلاقها باتجاه هدفها، إذ تثبت المركبة على صاروخ باليستي ناقل يرفعها لحدود الغلاف الجوي ثم يتركها تنزلق نحو هدفها باستخدام طاقة الوضع التي استمدتها بالأعلى لتسريع نفسها للحدود الفرط صوتية.
2-صواريخ كروز: وهي صواريخ باليستية عادية تستخدم نظام السرعة الفرط صوتية وتعمل بالطاقة الصاروخية خارج الغلاف الجوي، وتنتج قوة دفع أثناء تحركها باستخدام غاز الأكسجين المنتشر في الجو عبر محركات خاصة، مما يساعدها في تثبيت وضعيتها.
وتشكل الصواريخ الفرط صوتية التي تملكها كل من روسيا والصين هاجساً لأميركا، إذ يرى خبراء عسكريون أن بعض المنظومات الروسية التي أُعلن عنها قد تقلب الميزان النووي مع الولايات المتحدة.
كما أعلنت إيران نجاحها في تطوير صاروخ باليستي فرط صوتي لأول مرة في تاريخها في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أطلقت عليه اسم “فتاح”.
نماذج مطورة:
1-صاروخ كينجال
كينجال كلمة روسية تعني “الخنجر”، وهو أحد الأسلحة الروسية الباليستية “فرط الصوتية”، كشف عنها بوتين في مارس/آذار 2018، وأطلق عليها وصف “السلاح المثالي”، واستعملته موسكو لأول مرة في حربها على أوكرانيا.
يتراوح مداه بين 1500 إلى 2000 كيلومتر بحد أقصى، ويصعب اعتراضه، له القدرة على المراوغة في جميع مراحل طيرانه، ويمكنه حمل رأس حربية نووية أو تقليدية.
2-أفانغارد
صاروخ أفانغارد عبارة عن مركبة انزلاقية روسية لها القدرة على حمل أسلحة نووية، تتجاوز سرعتها سرعة الصوت بـ27 مرة، وصفه بوتين بأنه “لا يقهر”، يزن صاروخ أفانغارد حوالي 2000 كيلوغرام، ويصل مداه أكثر من 6 آلاف كيلومتر.
3-صاروخ فتّاح:
أول صاروخ باليستي إيراني فرط صوتي، كشف عنه الحرس الثوري في 6 يونيو/حزيران 2023 بحضور الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.
يتكون الصاروخ من جزئين، الأول يتألف من محرك أساسي يبلغ طوله 10 أمتار، ويمتلك القدرة على دفع الصاروخ بسرعة فائقة داخل الغلاف الجوي وخارجه، وينفصل عن الرأس الحربية على مسافة مئات الكيلومترات من الهدف المنشود، أما الثاني فيبلغ طوله 3 أمتار و60 سنتيمترا.
3-دونغ فينغ-27
أحد سلسلة صواريخ فرط صوتية صينية تحمل نفس الاسم “دونغ-فينغ”، وتعني “رياح الشرق”، ذكرته القوة العسكرية لوزارة الدفاع الصينية لأول مرة عام 2021.
يُعتقد أن مداه يتراوح بين 5 إلى 8 آلاف كيلومتر، وله القدرة على حمل 3 رؤوس حربية نووية يمكن فصلها لضرب أهداف متعددة.
وقانا الله وإياكم شر الحروب.
على طريق النور نسير،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،
Discussion about this post