صحاري التيه …
بقلم د … عبدالله الهدياني
قدرٌ إليكِ هُدِيـتُ بعـد ضلالـةٍ
قد أرهقت في بيدها رحلاتـي
ضَيَّعتُ عمراً في الغرام وليتنـي
كنتُ عرفتك لاحتفظت بذاتـي
صُلبت على لوح السُهاد مشاعري
وبكت على درب الأسى خطواتي
وأذبتُ عشراً من سنين العمر في
كأس الهـوى مستعذبًا آهاتـي
كمسافرٍ أشجى الطريـق بلحنـهِ
أمضي وأرجع حامـلاً مأساتـي
كالرمل تذروني الرياح بعصفها
بيـن النسـاء تفرَّقـت نفحاتـي
سهـدٌ وبعـدٌ وافتقـادُ أحـبـةٍ
وكآبةٌ … ما أطـول الساعـاتِ
كم من ذلولٍ مهَّدت لي خدرهـا
وعفيفةٍ فـي خدهـا بصماتـي
ومليحـةٍ تاهتْ بعزِّ وقارها
وأتتْ لتستجدي لمـى رشفاتـي
كـم قصَّـةٍ أمتعتهـا بروائعـي
كـم ليلـةٍ أسقيتهـا عبـراتـي
كم موقفٍ جددتُ فيـه مواجعـي
كم ضمَّةٍ رسمتْ على قسماتـي
ولَكَمْ أقلتُ علـى شفـاهِ جميلـةٍ
وعقرت بين مروجها رغباتـي
كانت عيون الغانيات مرافئـي
ونهودهنَّ فـي الدجـى واحاتـي
فعصيتهنَّ لأجـل عينيـك ولـم
أبخلْ وإنْ كان الطريـق حياتـي
يا أنتِ.. يا أحلى مشاهد قصتي
وروائعي، وبدائعي، ولغاتـي
إني انتقيتك بعد طـول تجـاربٍ
ومعارفٍ أمْلَـتْ بهـا خبراتـي
أنت القصيدة والمليكة والمنى
وأنا المسافر في ربا أبياتي
بعثرت أمسي، بل طويت دفاتري
وقتلت في وجه السهاد سباتي
فالعيش عيشك والممات مماتـكِ
طوَّلتِ أم قصَّرتِ في السنـواتِ
بقلم د … عبدالله الهدياني
Discussion about this post