بقلم د. عبد العزيز يوسف آغا.
تم تطبيق تعاليم هذه الديانة على أرض الواقع، من خلال إنشاء كنيسة خاصة أطلقوا عليها اسم “الكنيسة المارادونية”، يقومون فيها بالصلوات والدعاء بطقوسٍ خاصة، من أجل التبرك من مارادونا “رب كرة القدم”، حسب تعبيرهم.
هذه الديانة خرجت من الأرجنتين ووصلت إلى دولٍ أخرى، من بينها إيطاليا، والمكسيك، والبرازيل، ووصل أتباعها إلى أزيد من 120 ألف شخص، حسب ما نشره موقع “world religions”.
بداية تأسيس ديانة وكنيسة مارادونا كانت على يد الصحفيين الأرجنتينيَّين أليخاندرو فيرون وهيرنان آميس بابتكار، في مدينة روساريو الأرجنتينية، يوم 30 أكتوبر 1998، وتم اختيار هذا اليوم؛ لأنه يوم ميلاد مارادونا،
وجاءت فكرة اختيار مارادونا “رباً لكرة القدم”، حسب تعبير جمهوره من أتباع الكنيسة المارادونية، بعد الهدف الذي أحرزه في شباك منتخب إنجلترا، خلال كأس العالم عام 1986، حين راوغ ستة لاعبين وحارس مرمى المنتخب المنافس، إضافة للهدف الثاني الذي سدده بيده.
واعتبر محبو مارادونا أن هذا الهدف الثاني رد اعتبار للأرجنتين بعد هزيمة البلد أمام القوات البريطانية في حرب جزر الفوكلاند سنة 1982، وهي الحرب التي خسرت فيها الأرجنتين السيطرة على هذه الجزر بعد 74 يوماً من الحرب.
كما أن تعليق مارادونا على الهدف الثاني، والذي قال فيه: “إن يد رب هي التي أحرزت هذا الهدف”، جعل بعض عشاقه من الأرجنتين يظنون أنه إله كرة القدم، وبعد سنتين فقط أعلنوا عن الديانة الجديدة الخاصة بمحبي الساحرة المستديرة، وأطلقوا عليها اسمه.
شروط اعتناق الديانة المارادونية:
ومن أجل اعتناق هذه الديانة الخاصة بعشاق كرة القدم، يجب اتباع عدة شروط وهي الإيمان بأن دييغو مارادونا لاعب كرة قدم عظيم، وخالق للسحر والعاطفة، وأنه “رب” لكرة القدم، وأنّ كنيسته واحدة.
فيما تعتبر أهم شروط الإيمان بأن الهدف الذي سدده في كأس العالم 1986 كان بفضل المراوغة العبقرية والقدم اليسرى السحرية لمارادونا، لأنه شخص خارق وغير عادي، يستحق أن يطلق عليه لقب قديس، خصوصاً بعد معاناته مع الفقر عندما كان صغيراً، ليصبح رمزاً من رموز كرة القدم عالمياً بعد ذلك.
كما أن هناك شروطاً أخرى مفروضة على الراغبين في الانضمام لهذا “الدين الكروي”، وهي تغيير الاسم الثاني للشخص الراغب في اعتناق هذا الدين لـ”دييغو”، وإعادة تمثيل الهدف الشهير لمارادونا، وفي حال الفشل فيه بعد المحاولات الثلاث المسموحة بذلك، تتم إعادة المحاولة بعد مرور سنة كاملة على التجربة الأولى.
– تقويم سنوي خاص بالديانة المارادونية:
لمعتنقي الديانة المارادونية، والذي وصل عددهم إلى أزيد من 120 ألف شخص عبر العالم، تقويم سنوي خاص بهم، وهو التقويم الذي بدأ في تاريخ ميلاد دييغو مارادونا، أي 30 أكتوبر 1960، فهم حالياً يعيشون في سنة 62.
وقد حدد المارادونيون هذا اليوم ليكون عيداً دينياً لهم، يحتفلون فيه بميلاد لاعبهم المقدس، إذ إن طقوس الاحتفال المعتمدة في هذا اليوم شبيهة باحتفالات عيد “الكريسماس”.
هناك عيد آخر يتم الاحتفال به من طرف معتنقي الدين المارادوني، وهو يوم 22 يونيو الذي أحرز فيه مارادونا الهدف الشهير ضد إنجلترا في كأس العالم 1986، والذي يعتبر أكثر هدف راسخ في ذاكرة محبي كرة القدم.
وبعد ضمان القبول من أجل الانضمام لديانة مارادونا، يقوم المنتسب الجديد بالقَسَم على كتاب “أنا دييغو”، وهو سيرة مارادونا الذاتية، إذ تم اختياره ليكون بمثابة كتاب مقدس لهذه الديانة.
على طريق النور نسير،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،
Discussion about this post