هلا نظرت إلى واقعنا اليوم وما آل إليه حينما فرضت أيادي سُلطتها وسيطرتها على (عادات،حقوق،أحلام البُسطاء)؟!
من التخاذل أن نقف مكتوفي الأيادي ونسمح لتلك السُلطات بالتطاول أكثر فأكثر ،كما أنه من الواجب علينا بتر سياستها وأهدافها ومقاصدها التي قننت حقوق الطبقات البسيطة الكادحة بمنتهى الإستغلال دون وجود رادع لها..
من صميم الأمراض التي أحدثتها تلك السلطات والطبقات البرجوازية والرأسمالية وغيرها هو جعل طائفة يتعايشون مع دور الضحية حتي صاروا عبء وعالة على المجتمع، ولكن يبقي السؤال هنا هل ضعف عزيمة هؤلاء الطائفة من جعلهم هكذا أم تلك الأيادى التي حرمتهم من بصيص أحلامهم حتي وصل اليأس بهم لأعلى درجاته هي من فعلت ؟!
لو نظرت إلى السلطات والطبقات العُليا اليوم لرأيتهم يتعاملون مع الموظفين، والعِمالة بشكل عام ،كما لو أنهم آلة إنتاج فقط دون مراعاة( أخلاقيات العمل ، الشرائع ، ومبدأ الإحسان للضعيف) ،تُرى لما كل هذا التسلط؟! السيطرة المنفعة الفردية أم لضيق الأحوال المعيشية للبسطاء التي فرضت عليهم القبول بالفتات؟!
أولم يستمع هؤلاء المستبدين قول رسول الله( إخوانكم خولكم،جعلهم الله تحت أيديكم،فمن كان أخيه تحت يد فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس،ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم)..
والمحزن أكثر أن هذه الديكتاتورية سرت حتي طال وباؤها المنازل التي من الفترض أن تكون محل السكينة والإطمئنان..
فتجد الزوج قد إهترأت يداه من مشقة عمله والزوجة لا يُعنيها سوى أن يوفر لها هذا الزوج (ملابس ماركات وفُسح ورفاهيات) تُري لما كل هذا التكلف المرهق للجيوب؟! أولم يسمعن بقول رسول الله حينما جاءته إمرأة تطلب وصيته فقال لها ( هل أذاتُ بعلٍ أنتِ) ؟ فأجابت بإيجاب ،فقال لها( أنظري أين أنتِ منه فإنما هو جنتكِ ونارك) ..
وعلى جانب آخر تجد الزوجة لا تكد تُقم يداها من المهام المنزلية وتربية الأولاد وغيرها وإن حدث وصدر منها تقصير في جانبٍ من الجوانب رأيت الزوج قد تضجر وتغافل عن كل ما تُقدمه بل وينكره في أغلب الأحيان ويتهمها بالإهمال بدلاً من إعانتها أولم يسمعوا بقول رسول الله ( إستوصوا بالنساء خيراً)؟!
ثم ماذا عن واقعنا الذي نعيشه الذي جعل من الرجل (درجة أولي) والمرأة ( درجة ثانية) دون مراعاة أن كلهما جزء مكمل للأخر متعللين بعُرف فاسد وفهم خاطئ لآيتين
1/ آية( وللرجال عليهن درجة) وقد إختلف السلف في تفسيرها فبعض السلف يقول في معنى الدرجة فبعضهم قال أنها الفضل الذي فضلهم الله من الميراث، فالرجل له ما للمرأتين من الميراث، {لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ} [(11) سورة النساء]، وكذلك الجهاد، فالمرأة ليس عليها جهاد، وبعضهم يقول: هي الإمرة والطاعة، فالزوج بمنزلة الأمير والمرأة بمنزلة المأمور، فهذه هي الدرجة في قول بعض السلف، وبعضهم يقول: الدرجة هو ما يعطيها من الصداق –المهر- وما يكون من النفقة التي يبذلها لهذه المرأة، وأنها لو قذفته يقام عليها الحد، وأنه لو قذفه، وقد فسرها ابن كثير رحمه الله : أي في الفضيلة في الخَلق والخُلق والمنزلة وطاعة الأمر والإنفاق والقيام بالمصالح ..
2/ ( الرجال قوامون على النساء) والقوامة هنا جاءت من باب التكليف لا التفضيل فالرجل هو القائم على المرأة بالحفظ والرعاية والتأديب..
والحق أن الله قضى على كل هذا الزيف فقد ورد في القرآن ما يقارب إحدى وعشرين آية مؤكدة على المساواة بين الرجل والمرأة منها قوله تعالى:
( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).. ليكون الفيصل هُنا هو التقوى والعمل الصالح دون النظر لجنس او لنسب أو لقبيلة..
Discussion about this post