الجباس الحبيبة
عائشة ساكري – تونس
إلى مدرستي المهجورة
كلما اقترب موعد افتتاح السنة الدراسية، تراودني الذكرى وتوقظ ما بداخلي من أحاسيس لتلك الربوع الخالدة. وتساقطت أوراق الخريف، كست الساحة والنوافذ، وغيم الحزن الذي ملأ المكان. كم يؤلمني عندما أرى منارة العلم مغلقة، مهجورة، وأبوابها موصدة مقفولة. لقد أخذتني الذكرى إلى ربوعها، أين قضيت طفولتي في ريف بسيط، لا طرقات معبدة، ولا أرصفة، ولا ممرات راجلين، ولا أضواء ساطعة. نقطع المسافات البعيدة لطلب العلم، وكلنا أمل في النجاح رفقة القلم.
البراءة تغمرنا، والقناعة تسكن قلوبنا، ولا شيء يلهينا عن الدرس وجدول الضرب والنحو والصرف الذي نفتتح به صباحنا كل يوم. أتذكرون يا رفقة الدرب؟ كان المربي بمثابة الأب الروحي، نلجأ إليه عسى أن يزيدنا من علمه، وكلنا آمال صاغية لمن علمنا أصول العلم والمعرفة، وزرع في قلوبنا معنى الوفاء للقلم والورق.
الشوق يغمرنا كل يوم بلقائه “حباً وتبجيلاً”. هي ذكريات جميلة خالدة كانت ولازالت في قلوبنا وكم من أصدقاء فارقناهم. هم كثر، وإن غابوا عن العين فبالقلب مسكنهم.
وفي ختام هذه الذكريات، تظل تلك الأيام باقية في الذاكرة، تملؤنا فخراً وحنيناً. مهما تغيرت الظروف، تبقى تلك الربوع مصدر إلهام وعزيمة لنا، وذكراها محفورة في قلوبنا إلى الأبد. لن ننسى تلك الأيام التي شكلت جزءاً من هويتنا، وستظل مدرستنا المهجورة رمزاً لذكريات عزيزة لا تُنسى.
قصة من واقع الحياة بقلمي،
عائشة ساكري – تونس🇹🇳
Discussion about this post