لا تتعجل اللقاء قبل أن
تتأكد
أن الغدير لا ينقصه ماء
وأن البستاني لن يبكي
ورودا اذبلها الجفاء
لا تتعجل اللقاء قبل هطول مطر الخريف
تدغدغ بذرة العشق
تبحث عن أصابع خضراء
تنتشلها من ركام الذكريات
تأخذني معها إلى أقرب رصيف
نرقص رقصة الزوربا
ونسمع أغاني الاشقياء
أطلب ان تسمعني
أحدثك عن المرافئ التي لا تهجرها النوارس
وتحدثني عن مائة سنة في الغربة
أو الحب في زمن الكوليرا
لا تتعجل اللقاء قبل أن تخاطب الرياح
تطلب أن لا تعبث بالشموع
تضيء ليالي ترتق فيها النسوة
كل الشباك التي نثرها الموج
فوق سلات الرغيف
فخلت الموائد وأصبحت البطون
خاوية والصحون قفراء
لا تتعجل اللقاء،
قبل أن تعرف أن بعض الحزن
يتعب أجراس العقل
وأن الأمواج لا تختار روادها
وأنا لا أجيد السباحة في بحور الشعر
فقط ،أرتاد صباحا بحر الرمل
لا تتعجل اللقاء قبل أن تتذوق الأسئلة
وترسل ذبذبات إلى عقلك
تجادلك حول عذوبة المسألة
تحار اي الروايات تختار؟
واي قصور تشيد؟
و هل حقا في حوزك
جميع مواد البناء ؟
لا تتعجل اللقاء
وانت تعرف اني من أساطير الجدة انتشيت
ومن حكايات نعاس وبنت الفلاح
تشبعت
وعندما عرفت قصة الوفاء عند الكلب” اتشى”
بكيت
وإن كل الأقلام نبتت في كفي
وصورة لك في تلافيف عقلي رسمت
فإن انت دحضت الألوان وما حفظت الانغام
لا لا تتعجل اللقاء
مادمت هنا ولست هنا….
بقلم الشاعرة
سهام مصطفى الشريف … تونس سبتمبر 2025
Discussion about this post