رماك الهوى أم زاد من وجـدِكَ الصَّبرُ
لك الروح يشدو في رُبى حُبِّها الدَّهرُ
لعـمـرك مــا زاد الـجــوى فـي عُـمـرِنا
ولٰـكِـنَّ حُــبَّ الـغـانـيـات هــو السِّحرُ
وهل زاد من حُسن الفتى غير عشقِهِ
كـفـاكَ بـأن الحُـسـنَ يـحـمِلُهُ الـزَّهــرُ
أنـام وفـي الجـفـنـين ينتفض الهـوى
وقـلـبي مُــدَنَّــفٌ عـلا نَـبْــضَـهُ الجمرُ
أَتَـعْـلَـمُ أنَّ الـرُّوحَ يسـكُـنُـهـا الجَـوى؟
ويـحـمـل حُـلـمَـنَـا سِـنيناً بــهِ الصَّـدْرُ
حـنـيـنٌ وحُــبٌّ واشــتـيـاق حـمــلـته
ومـا بين عشـقي والهوى ذهـب العمرُ
دبيب الهـوي بالـقـلـب أعــرف لحـنُـهُ
تبـوح العـيـون بالّـذي يُـخْـفِهِ الصَّـدرُ
أمــا آنَ للأضــلاع يـسـكـنُـها الـهــوى
وللـقـلـب دقَّــاتٌ يَـحــار بـهـا الفِـكـرُ
تبِـين فيـبكي الـقـلـب طـول فراقِـها
وتأتي فيـجـثـو في رحـابٍ لها الطُّهرُ
ويهـتـزُ قـلـبي والعــيـــونُ حـســيرةٌ
كـفـاني بـأن الـرُّوح غـازلـهـا الـشِّعـرُ
وقــفـتُ بـــدارٍ للأحـــبــة ســــائِــلاً
أيا دار من أهوى سـقـا رَسْـمَكِ القَطٔرُ
جـفــاكِ زمـــانٌ والـجــــفـاء مُـــروِّعٌ
أيا لـيتَ شـعري هــل يكـون لنا النصرُ
أتــا اللَّيلُ… للآهـات هَـلَّـتْ مَـدامِـعُـنا
لأرضي سـلامٌ ؛ هـل يطول بنا الأسرُ؟
بِـعــادٌ وتـشــريــدٌ وصــولَــةَ مُـجــرمٍ
وشعبٌ طــريــدٌ بـــات يعصـفُهُ الغدرُ
لعـمـركِ هــل ينـسى الحـبيـب حبيبهُ
وإن طــالَ لـيــلٌ للغــياب بــه القـهـرُ
متى تُـرجِـعُ الأيـَّـامُ مـا ضَـيَّعَ عُـربُـنا
يَـعُـودُ مُـشــرَّدٌ كفي شـعـبـنا الـهـجـرُ
إلى الخـلــف لا تـنـظـر بـيـومٍ مُـؤنِـباً
ضـمـيرَكَ ؛ فـالأيــام تـفــتِـكُ والـعـمـرُ
رأيـت بُـغــاثَ الطـيـرِ تـنـــظرُ للـعــلا
ومــا عـلـمـوا أن الـمـلـيكَ لـه النَـسْـرُ
ومـن يُـغـضِـبُ الأســادَ في فلــواتِـها
يعشْ كطـريدٍ بـالربى كهفُـهُ الـصَّـخرُ
وقـتـلك لابــن الـعــمِّ شَــرُّ جـريـمـةٍ
نـنـامُ وفــي الجفـنـين دمـعـاتُـنا نَـهْرُ
ســنـونٌ وأيّــامٌ تَــمُــرُّ وتـنــقـضي
وأنت بثـوب الحزن يحرقُكَ الجَـمْـرُ
فلـســطينُ يـا أرض المحـبة حُـلْـمُـنا
طليقـاً… يعــودُ النّسرُ يعلوكِ والصّقرُ
بحـيــفا ويــافــا مــا نـسـينا ديارنــا
وإن طـال ليل العـسـرِ يعصفه اليسرُ
أيــا لـيـت شِـعـري هــل تـعـود بلادنا
يُـغــردُ دهــراً فـــوق عـكـا لها الطّـيرُ
أُنــازع آهـــاتـي فــتـحـرِقُ أضـلـعـي
مَـرارَة وَجْـدٍ ضـاق من حَـرَّهـا النَحْرُ
سـألـت إلٰـــهَ الكـون يحـفـظ أرضـنا
فـما بعد عسر الحـادثـات أتى يُـسْـرُ
نـصــون لأعــراضٍ لــنــا لا يَـمَــسّـها
عَــدُوٌ وإن أشجى الزمــانَ بِـنا الفقرُ
أنـامُ وفي الجفنين قد سـكـر الهوى
وأصحو وروحـي بين أنّـاتها القهرُ
ومـا كُـنـتُ يومــاً للمـعـايب فـاعـلاً
وأحـفــظُ نفـسـي لا يَـغُـرُّ لها الـوِزرُ
أعيش بقـومٍ في الكِـرامِ حضورهم
وإن ركـبـوا يجـثـوا لأشـبـالها الكُفرُ
الشاعر يوسف عصافرة
فلسطين / الخليل
البحر الطويل
Discussion about this post