دَعْ دمعَكَ المَكذوبَ لا خيراً يُرى
واخفض جَنَاحَكَ إن أردتَ تَبَصُرا
هٰذي الحقيقةُ لا تُزايدْ يا فتى
وانشُد بلادَ الشامِ شِعراً مُزهرا
كم ألفَ عامٍ مرَ قبل نبينا؟
عَمَّ البلاءُ وقم بنفسك كي ترى
أرضَ الجزيرةِ والخرابُ يعُمها
كيف النجاة وأين نذهب ياتُرى؟
حتى أتَوا تلك البلادَ وأعلنوا
ياشامُ صبراً إن هذا ماجرى
والشام بيت لايخون نزيله
والعطف ديدن عرشه حتى الثرى
كنعانُ تبدأ في الوجودِ مسيرها
والناسُ فيها أغضبت ربَ الورى
عَبدوا الحِجارةَ والنجوم ونَصَبُوا
نمرودهم مَلِكاً وعاشوا أدهُرا
فأتى الخليلُ يقودهم بأدلةٍ
للحقِ لا عبث يُدورُ ولا مِرى
فتملقوا فأقام حُجتَهُ إذا
كسرَ الرؤوس وللحجارة بعثرَ
إلا كبيراً حَطَّ فوق يمينه
فأس الدليل كأنه أسد الشرى
من فعلَ هذا ظالمٌ فأتوا به
حتى يُرى هذا الغلامُ مُعفرا
جمعوا له أحطَابهم قد أضرموا
ناراً وربُ الكون ها قد أظهرٰ
وأبانَ رؤيتَهُ إذا ما قالها
نمرودُ هذا الحي لما شَمرٰ
النارُ تأكلُ ما يُدار بجسمه؟
يا ويحه فلأقطعنَّ الأبهرٰ
ملكٌ يعاندُ حِكمةً لله ما
أغباكَ ياجروَّ القطيع الأقذرَ
فَيثورُ إبراهيمُ بعدَ خروجه
لما رأى هذا الدعيَّ تأمرَ
في مصرنا ملكٌ يقدسُ شهوةً
ويثورُ لما يستلذُ المُنكرا
علم الخليلُ بأمرهِ فأسرها
ياتاجُ عمري كي نفوزَ ونظفرَ
قولِ بأنكِ في القرابة من دمي
أختي إذا حان اللقاء وأُظهِرَ
والبغيُ لا عدلٌ يقامَ بمُلكهِ
إن شاء يجني ما يراهُ مُثمِرا
يادرةٌ لما رأها حُلوةً
شَنَ الهجومَ وثارَ لما آثَـــــــــــرَ
فدعت عليه فَحُطمَت أطرافه
فدعت له لما تولىٰ مُدبِـــــرا
هذي هديةُ أسفٍ مُتندمٍ
سبحان من ملكَ الحياة وقدرَ
كنعانُ تفتحُ بابها لما أتىٰ
والزوجةُ الحسناءُ وهبت هاجرَ
والله يقضي بالغلامِ وطالما
تاقَ الفؤادُ لكي يراهُ مُـــــأزِرا
شبَ الفتى وسعى برفقتهِ هُنا
أمـرَ الإلــــــه بكعبةٍ فتشـاورا
وتعاونا كي يرفعان بناءها
والعمرُ يَمضـي أربعـينَ فَيؤمرا
بالمسجد الأقصى لواءً عالياً
في أرض كنعان السبيلَ مُيسرا
إسلامُنا تاجٌ ولآنَ سبيلُهُ
فهدىٰ الإلهُ بنــــــــورهِ مُتكبِرا
وهُنا تغنت شامُنا بسماحةٍ
وسما التدينُ عالياً مُتَيسرا
حتى مضت تلكَ السنونُ فهاجروا
لما دعا هذا العـزيــــــزُ وأخبرَ
أنا يوسُفُ ابنُ الجُبِ لا تتعجبوا
يا آلَ كنعانَ الفؤادُ تفطــــــرَ
يامِصرُ حَسبُكِ أنهم عَـدَلـوا
جاءوا إليَّ فأحســــــنوا السَـفرَ
ياذاتَ حِضنٍ لا يضيقُ بطالبٍ
داوي جِـراحاً واقبلِ العُـذرَ
موسى يناشـدُ نَسلَهُ يـدعــو
باللينِ قـوموا نقتفي الأثَـرَ
القدس تصرخ من جوارٍ ظَالمٍ
والناسُ فيها قَدسوا الحَـجـرَ
فتكاسلوا وَتَـفَيهَقوا لما دعا
اذهــبْ وَرَبُـكَ للقتالِ وَشَـمِـرا
حَـزِنَ الكَليمُ وقالَ رَبي فاسجبْ
حَـنَّ الفؤادُ وتاقَ شَوقاً أن يرىٰ
قُـدسَ العُروبةِ سالماً من حُزنِهِ
واللهُ أَعظمُ من أجابَ وأثمرَ
فأتاهُ يُـوشَـعُ يَستميلُ لِنُصرةٍ
فـأطاحَ بالمُلكِ العتيِ وسَيْطرَ
وهُنا عَلتْ شمسُ القداسةِ ثانياً
وتمركزَ الإسلامُ بعدُ وَنَـــــورَ
حتى أتى جالوتُ بعدَ رُقِيهِ
وعلا بِـمُـلكٍ جائرٍ وتَـبَخْتَـرَ
أنا للحُرُوبِ سَفيرُها وندٍيمُها
ليثُ القتالِ أطيشُ حتى أُقبِرَ
داودُ جاءَ بسيفِهِ اقبلْ إذاً
وابطُش بسيفكَ من أتاكَ مُحَقِرا
فأطاحَ داودُ الكريمُ بمُلكِهِ
وأعـادَ للقدسِ السلامَ وسَطَرَ
بدمِ الطُغاةٍ مكانةً وكرامةً
وتلا الكتابَ على العبادِ وفَسَرَ
فعلى سليمانُ ابنَه وتألقَ
فبنى وجـددَ للبناء وعَـمَـرَ
والمسجد الأقصى تغنى فرحةً
وفشى السلامُ لمن أطاع وكبر
يا أورشاليمُ سلامُ ربي كلما
تاق الفؤادُ زيارةً وتعطُرا
فاحتلها الرومانُ بعدُ وخربوا
تلك المدينةَ واسترقوا من إنبرى
وبنـوا على أنقاضِها إيليا فكم
عاثوا فساداً والأنينُ تفجـــر
حكــــموا وسادوا واستباحوا حُرمةً
يــاربَنا فا اكتب لنا النــصــــر
يــاربنا حَـنَ الـفؤادُ لفارسٍ
يقضي على حُكمٍ قويِ قد إفترى
ياطولَ أيامِ الحنينِ فإنهُ
قد جاء أحمدُ هادياً ومُبشرا
فروى المحدثُ في الصحيحِ حَدِيثَهُ
عن عوفِ قال وَعَــدَّ فيه وذكرَ
موتي وفتحِ القدسِ والموتِ الذي
كَقُعَاصِ غنمٍ كان هذا مُقدرا
والمالُ يُغني كلَ عبدٍ سائلٍ
صدقَ الرسولُ بما أفَاضَ وعَـبَـرَ
عن فتنةٍ قد أُحدِثَت وتمركزت
والناسُ فيها عَالِمَانِ تشاجرا
هذا يميلُ لشهوةٍ يدعوا بها
ماذا دهاك لكي تكون محقرا
والعِلمُ يأخذُ أخَراً بجَلالِهِ
للحَقِ يدعو عاصياً مُتَعَثِرا
ثم الحديثُ عن السلامِ وهُدنَةٍ
فيها المدافِعُ للرِؤسِ مُبعثِرا
يابِ قد ضاقَ السبيلُ فكن لنا
وابعثْ بجودِكَ للبلادِ مُحَرِرَا
الأنَ أنَ أوانُ سيرِ جنودِنا
واللهُ خَيرٌحافِظَاً ومُصَبِرا
القدسُ ها قد أشرقت بضيائِها
فلقد تَحَلتْ بالرسولِ فقد سَرىٰ
والأنَ تَفتحُ بابَها للفاتحينَ فَأقبِلوا
باليدِ سيفُ الحَقِ ها قد أُشهِرَ
وأتى الخَليفةُ كاتباً عُمَرِيةً
باللينِ كانَ مُسبحاً مُستغفرا
حتى عَلت شمسُ الصليبِ وقالها
أُوربانُ قوموا كي تُقيموا الأظُهَرَ
لبوا نِداءَ المُستبدِ وأعلنوا
حرباً فطالت من أتى مُتصَدِرا
تسعونَ عاماً أو يزيدُ على الوغى
والقدسُ لا من يستعيدُ الأطهرَ
حتى أتىٰ ليثُ الحروبِ بسيفِهِ
للدينِ كانَ مُعَزِزَاً ومُـفخِــــــــرا
من للجهاد يعيدُ مجدَ عروبةٍ
من ذا يكونُ لذي الرقابِ مُطَيرا
هذي الحقيقةُ ياصلاحُ فكن لها
قمراً يضيءُ وكن بسيفكَ عنترا
حطينُ كانت موعداً فأتمها
بالحقِ نصـــــــراً للعبادِ مــؤزَرا
فليرحمِ اللهُ العلي صَلاحَـهـــا
جاءَ الصليبُ مُحذراً ومُكشــــرا
كم مرةٍ عادت وعادَ تخاذلاً
واللهُ لا يـرضى سلامــاً مُصغِرا
فأعادَ هَيبةَ قدسنا في مصرنا
اشهِرْ إذا ما شئتَ عزاً خِنجَرا
طُوبى لمن كسرَ الصليبَ وحطمَ
بالحقِ رأســاً للقداســــــةِ مُنكرا
يامصرُ ياتاجَ العروبةِ اخبري
كلَ العوالمِ من أقامَ مُـعسكَرا
ليردَ عن أرضِ الخَليلِ نجاسةً
مَــرَ العصورِ فمن أعادَ ونَـوَرَ
للهِ دَرُكِ يابلادي إنـــهُ
من يستجيبُ لمن دعاهُ وكَـبَـرَ
لكنني لـلحقِ أذكُر أننا
هُـنا فهانت والعَدو تَآمـرَ
رُوتشيلدُ يقبلُ وعدَ بُلفورَ كُلهُ
فُيقيمُ وطناً لليهودِ ومَعبرا
فأتى اليهودُ لقدسِنا وتَملكوا
وسرى الخرابُ مُحَرِقاً ومُدمرا
هذا إحتلالٌ يستحلُ ديارَنا
ويُبيدُ جَمْعَ الأمنينَ كما نرى
هدموا البيوتَ وشردوا أطفالَنا
والقصفُ طالَ مآذناً ومنابرا
يا أمةً في الذُلِ طالَ بقاؤها
من ذا يُعيدُ القــــدسَ فجراً طاهرا
أينَ الشبابُ يُعيدوا مَجدَ عُروبةٍ
كـــــــــانَ الشبابُ وكانَ عِزاً ظاهرا
كانَ الزُبيرُ وكانَ سعدٌ عالياً
فـــــــــوقَ القِبابِ مشاهداً ومُباشرا
حَرباً ضروساً لا يَمِيلُ لِجُرحِهِ
مهمـــــــا دَمَـــا ولهُ الجَميعُ مُـــوقرا
قُمْ ياصلاحَ الدينِ وانشُدْخَالِداً
ً يُعلـــــــــي اللــــــواءَ ولليهودِ مُفَجِرا
والعَهدُ ما قالَ النبيُ بِعُصبةٍ
في القدس ترمي بالرصاصِ من إفترى
وأبو عُبيدةَ قالها لما أتىٰ
طُــــــــــوفانُ أقصىٰ لليهودِ مُصَغِرا
داووا جِراحَ صِغارِنا وتَشجعوا
ولنا الحُــــــــروبَ كمـــا أرادَ وقَدَرَ
مَنْ يستهينُ بقدسِنا ياويلَهُ
نحنُ الدروعُ تَقي وتحمي الأخضرَ
ياقدسُ مهلاً فالإلهُ مُوبُِخاً
غَــــــثَ العِبادِ وللسَمينِ مُبَصِرَا
ياربُ فاقبلْ مَن أتَاكَ مُوحِدَاً
واجعل سبيلَ النصرِ فيه مُيَسَرا
واجعل إلهي من صلاتي دعوةً
غَفَــــــرَ الرحيمُ لمن أنابَ وعَفَرَ
وجهاً بِتُربِ الخوفِ يبكي رَهبةً
فالجَـنةُ العُليا تُجِيبُ مَن إشترى
صلى الإلهُ على الرسولِ مُحمدٍ
طِبَ القُلوبِ دَوىٰ العُيونِ الأنوَرَ.
بقلم.. عبدالناصر البلتاجي
Discussion about this post