خلود العاشقين
الشاعر حيدر معروف
نُسافِرُ في الحياةِ بِلا شِراعِ
وتُنقِذُنا القلوبُ مِنَ الضَّياعِ
نَسيرُ و نطمئنُّ إلى هُداها
ونُؤمِنُ فيه قَدْرَ المُستطاعِ
وإنّي قد سَعيتُ وَراءَ قلبي
فكانَ هَواكِ خاتمةَ المَساعي
تَساقَينا الهوى فجراً و ذابت
أَشِعَّتُهُ بكأسِ الإجتماعِ
فأصبحْتِ الحياةَ وصارَ كُلّي
على قَيدِ الحياةِ بلا انقِطاعِ
وجاءت راحتاكِ بِدِينِ وجهي
وعطرُكِ بانطِفائي واندِلاعي
و ثَغرُكِ جاءَ بالعسلِ المصفَّى
و رِمشُكِ جاءَ بالأمرِ المُطاعِ
مَلَكْتِ الرُّوحَ مِنّي في عِناقٍ
سُلافِيِّ النَّتائِجِ و الدَّواعي
كأنَّ يَدَيْكِ حينَ تَمَسُّ خَدِّيْ
يَدُ المَولى تَبِرُّ على الجِياعِ
وكم يهفو إلى عينَيكِ قلبي
كما تهفو الظِّباءُ إلى المراعي
أَطيلي في حقولِ الوَردِ سَيرَاً
ليبقى الوَردُ مِنكِ على اطِّلاعِ
فليسَ يَضوعُ هذا الوَردُ إلّا
لكي يَبقى شَبيهَكِ بالطباعِ
تعالي نُلهِبُ الدنيا شعوراً
يَجوزُ به امتِناعُ الإمتِناعِ
تعالي في الهوى نبني قِلاعاً
و نَسكُنُ نحنُ أبراجَ القِلاعِ
غداً سَيَمُرّ هذا العمرُ عنّا
مرورَ الماءِ في الحقلِ الزِّراعي
سَنَمضي غيرَ أنّـا لن نُقاسي
مَراراً في محطاتِ الوَداعِ
فبِذرَةُ حُبِّنا في الكَونِ تنمو
نُمُوَّ الضّوءِ في كلِّ البِقاعِ
تُعاوِدُ خَلْقَنا في كلِّ فجرٍ
شُعاعاً يَستكينُ إلى شُعاعِ
مَراسِمُنا التي قد خَلَّدَتْنا
نُمارِسُها بِعِشْقٍ و اندِفاعِ
نَهيمُ سَويَّةً في الكونِ حباً
و نَربأُ في الهوى عن كلِّ قاعِ
نَجوبُ الأرضَ بحثاً عن قلوبٍ
هَدَتْ أهلَ القلوبِ مِنَ الضَّياعِ
فساروا ثُمَّ ساروا في هُداها
فكان الحبُّ خاتِمةَ المَساعي
فإنْ رَفَعوا أمامَ الفجرِ كأساً
مِنَ الشَفَقِ العَصيِّ على الخِداعِ
نُذِيبُ نُفوسَنا فيها ونغدو
خموراً في كؤوسِ الإجتماعِ ❤️🍷
Discussion about this post