د. عبد العزيز بوسف آغا.
تبدأ قصيدة الأوديسة بالحديث عن أوديسيوس الملك الغائب عن مملكته “إيثاكا” منذ 20 عاما، قاتل أوديسيوس لمدة 10 سنوات في طروادة، ويحاول منذ 10 سنوات أن يعود إلى الديار، لكن دون جدوى, ووفقا للمعتقدات اليونانية القديمة، تحث الإلهة أثينا الإله زيوس على منع وصول أوديسيوس للديار بأن يتوه في البحار عقابا له، لأنه تسبب في عمى بوليفيموس ابن بوسيدون إله البحر، وهو مخلوق متوحش ومرعب يعيش في كهف جنوب غرب صقلية ويتميز بضخامة جسده، وله عين واحدة وسط جبهته، ويتغذى بأكل لحوم البشر ضاربا بقوانين الآلهة عرض الحائط.
ينسج هوميروس القصيدة الملحمية بداية من حادثة أوديسيوس مع الحورية كاليبسو، وهي حورية شديدة الجمال عاشت في جزيرة أوجيجيا، واحتفظت بأوديسيوس لـ7 أعوام دون إرادته، لأنها وقعت في غرامه بسبب ذكائه وجماله ورومانسيته، ويقرر زيوس عودة أوديسيوس إلى زوجته بينيلوبي في إيثاكا، فيبعث رسولا لتحريره من قبضتها.
يهرب أوديسيوس في طوافة على أمل الوصول إلى بيته، إلا أن إله البحر -بحسب المعتقدات اليونانية القديمة- بوسيدون يغضب عندما يعلم أنه تحرر من قبضة الحورية كاليبسو.
يحطم بوسيدون قاربه قرب جزيرة كورفو، فيحل أوديسيوس ضيفا على ملك الجزيرة الذي يدعى ألكينوس، يفصح أوديسيوس عن هويته للملك أثناء أداء مطرب أعمى أغنية تتناول أحداث ملحمة طروادة، الأمر الذي دفع أوديسيوس للبكاء.
فأذن له بالرحيل، بعد الرحيل بسفينة مجهزة من جزيرة كورفو تهب عاصفة قوية تدفع أوديسيوس وطاقم السفينة عن مسارهم، ليجدوا أنفسهم على سواحل جزيرة لوتوفاجي فيطلبون من سكانها العون والمؤونة.
فقدم سكان لوتوفاجي ثمار أشجار اللوتس كتحية لأوديسيوس وطاقمه، لكن هذه الثمار من نوع خاص لأنها تجعل آكليها ينسون كل شيء ويتذكرون فقط أن هذه الجزيرة هي وطنهم الوحيد.
وقد نسي بعض البحارة وطنهم بالفعل وأرادوا البقاء في الجزيرة، إلا أن أوديسيوس أجبرهم على الرحيل بعدما اكتشف أن الطعام مسحور.
يصل أوديسيوس بعد ذلك إلى جزيرة آيا التي تحكمها الساحرة سيرس، والتي يتغذى سكانها على لحوم البشر، وتقوم سيرس بإطعام طاقم السفينة نبيذا وجبنا مسحورا يحولهم إلى خنازير، يحذر هيرميس (رسول الإلهة) أوديسيوس من سيرس ويعطيه عشبة تسمى مولي تجعله يقاوم سحر سيرس.
لا يزال أوديسيوس يمر بالكثير من المحن في طريقه الطويل للعودة، فيفقد جزءاً من طاقمه عند مضيق مسينا، حيث قامت اثنتان من الوحوش الأسطورية -وهما سيلا وكاريدي- بأكل جزء من رجال الطاقم، وصل بعد ذلك مع من تبقى من رجاله إلى جزيرة الأيوليين، حيث يقوم البحارة بفتح جرة كانت قد أعطيت لهم كهدية من قبل ملك هذه الجزيرة، ليكتشفوا أنها تحتوي على قوة الرياح التي تقوم بتدمير جزء من طاقمه وسفنه.
يقع أوديسيوس بعد ذلك مع طاقمه في شرك “السيرينات” أو عرائس البحر، وهن مخلوقات نصف نسوة ونصف طيور، يغنين أغاني مسحورة بأصوات مغرية تدفع من يسمعها إلى التخلي عن كل شيء والبقاء معهن بقية حياته.
نجا أوديسيوس وطاقمه عن طريق وضع الشمع في آذان البحارة وربط نفسه إلى السارية، لكي يمنع نفسه من السقوط في شركهن.
وبعد أن وصل يعرف أوديسيوس في النهاية إلى بلاده علم من أثينا أن زوجته بينلوب تتعرض للكثير من المضايقات بسبب كثرة الخطّاب الطامعين في ملكه حتى أنهم حاصروا قصرها، فترشده أثينا للطريق ليتمكن من الوصول إلى البيت وإنقاذ زوجته، فوصل متنكرا إلا أن بينلوب تعرفت عليه، فأوعز إليها أن تقيم وليمة للخطّاب فجمعتهم وقام أوديسيوس بقتلهم جميعا.
وهكذا تنتهي الأسطورة.
على طريق النور نسير،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،
Discussion about this post