حماية الحقوق الرقمية
إن البيئة الرقمية مازال يعتريها الكثير من الغموض و العالم
في العصر الحديث منفتح على تطور مهول و متسارع و تجد اليوم في كل لحظة إنجاز جديد و تطور كبير و اختراع يقودك حتما إلى مزيد التفكير و المواكبة للتقنيات الحديثة و المعقدة من حيث الاستعمال و كذلك طرق الاستخدام و مآلاتها و التحكم فيها من طرف المصنع لتجد نفسك تستخدم أجهزة حديثة لكنها تتغير في كل حين و تواكب ذلك و تصرف الأموال كل مدة .
هذا الانفتاح الهائل الذي طغى على العالم في مجال التكنولوجيا جعل استخدامها يدخل كل بيت و يعم الشارع و كذلك كل تشعبات الحياة و حتى العمل و طرق التسيير فيه و كذلك السياسات العامة للدولة و مناحي القطاعات من تعليم و صحة و نقل و غيره .
ينقسم علم التكنولوجيا إلى قسمين قسم البرمجة software و قسم Hardware الأجهزة.
أن استخدام الأفراد للأجهزة الحديثة التي غزت الأسواق العالمية كالهواتف الذكية و الكمبيوترات و حتى اللعب Gameplay و كل الأجهزة ذات برمجة ،جعلت العالم مترابط مع بعضه البعض و متشابك في شبكة عنكبوتية متعددة الأوصال و الاحتياجات و جعلت منها سوقا عالمية و مؤسسات تتحكم في اقتصاد العالم .
أن التطبيقات أصبحت فيها المتاح للعموم و فيها الذي يتحكم في Data العالم و هذا يعتبر مفتاح العصر القادم لأن المعلومات هي الكنوز التي تخبأها هذه الشركات و تبيعها بأرقام خيالية للجهات المختصة .
لقد ظهرت وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة من فيسبوك و انستغرام و اخيرا تيكتوك و الواتساب و المسنجر جعل هذا العالم المعقد يربط الناس و الأجهزة المختصة و العالم أصبح قرية تتجول في ارجاءه و تطلع فيه على كل المعلومات المتاحة أما التي لا يتاح فذلك من اختصاص الدوائر المعنية بذلك.
أن الخدمات الإلكترونية سهلت الحياة في كثر من نواحيها و جعلت البيع و الشراء فيه اختصاص و اصبحت هنالك عملة إلكترونية Bitcoin و اصبحت فيه بورصات عالمية تتعامل بذلك .
هذا الفضاء الإلكتروني المعقد جعل الكثيرون يتعرضون للاحتيال و النصب في جميع المناحي و دخل الهاكر يتجول و يسرق أدق تفاصيل الناس و البنوك و حتى أجهزة الدولة مما جعل المشرفون عبر العالم يسنون القوانين لمحاصرة هؤلاء عبر القانون و كذلك محاصرتهم باحدث التطبيقات لكشفهم.
أصبحت الكلمة التي تدون في الفضاء الإلكتروني كلمة مؤثرة و كذلك الخبر و هذا ما يجعل الدول تسارع لحماية المعطيات الشخصية لمواطنيها و المؤسسات ذات الصلة تحاول المواكبة لحماية منظوريها من كتاب و مثقفين و مؤسسات مالية و غيره.
إن مشكلة التعدي على الحقوق الرقمية في مجال الحاسب الالي و كل مناحي استخدام التكنولوجيا يجعل هذا الأمر محل اهتمام كل الدوائر من دول و مؤسسات و البحث عن افضل السبل و التنسيق فيما بين هؤلاء ايكون الفضاء الرقمي آمن و يقدم الخدمات على أحسن وجه دون الضرر بالمكتسبات الفردية و العامة.
بقلم الكاتب د. عبد الفتاح العربي
تونس
Discussion about this post