د. عبد العزيز يوسف آغا.
مع تصاعد الأحداث خلال العقدين الأخيرين عاد إلى الواجهة أتباع المذهب الزيدي الذين يمزجون بين 3 تيارات متنوعة النزعة والرؤية هي الخوارج والشيعة والمعتزلة:
تنسب الزيدية إلى الإمام زيد بن علي زيد العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب المولود عام 80 للهجرة، ويعد من ضمن أئمة الإسلام المجمع على إمامتهم، وقد روى عنه الإمام الشافعي أحاديث عدة في مسنده، كما روى عنه الإمام أحمد بن حنبل في كتابيه “المسند”، و”فضائل الصحابة”.
وبحلول عام 122 هجري قاد الإمام زيد ثورة على حكم الأمويين انتهت بمقتله، وحتى ذلك الحين لم تكن الفرقة المنتسبة إليه والمسماة الزيدية قد نشأت بعد، ولكن بعد ما يزيد على قرن من إخماد ثورته تأسست للزيدية ثورة في طبرستان شمالي إيران، وتلا ذلك قيام دولتها في اليمن، وقد برز من المذهب علماء كثر حظوا باحترام كبير في العالم الإسلامي.
وعن الظروف التاريخية التي أدت إلى نشأة المذهب الزيدي، قال الباحث المتخصص في الفكر الإسلامي محمد عزان :
إن الزيدية تنتسب إلى الإمام زيد المتوفى عام 122 هجري، والذي تبنى حركة مقاومة لحكم هشام بن عبد الملك الأموي ، ورفع راية الخروج عن طاعة الحاكم الظالم، مشيرا إلى أن كل من تبنى هذه الفكرة وصف بأنه زيدي، وقبل أن يطلق عليهم الحركة الزيدية كانوا يسمون أصحاب السيف.
ويقوم المذهب الزيدي -وفق الباحث المتخصص- على فكرة الخروج على الحاكم الظالم، ويشترك مع الامتداد الشيعي في مسألة الولاء لأهل البيت، ولكن ليس على نمط المذهب الاثني عشري الشيعي، فمثلا يعتقدون أن الإمام علي بن أبي طالب كان هو المرشح الأول للإمامة، ولكنهم يختلفون في مسألة النص عليه وحكم من تقدمه في الخلافة.
كما يقر الزيدية الأوائل بصحة خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولكنهم يصرون على أن الإمام علي كان أولى منه، أما مرجعتيهم الفكرية والفقهية فهي نفس مرجعية أهل السنة: الكتاب والسنة والإجماع والقياس.
ويأخذ أتباع المذهب الزيدي عن الإمامين البخاري ومسلم، ولكنهم لا يلتزمون كما يلتزم أهل السنة.
ويتبنى المذهب الزيدي فكرة الخروج على الحاكم الظالم فقط، أما الخوارج فيخرجون على الحاكم حتى لو لم يكن ظالما، ويخرجون على كل من يخالفهم في الرأي السياسي، ولكن حدثت تطورات أخرجت المذهبين عن بعض ثوابتهما وأصولهما.
وقال الباحث اليمني إن مؤسس الحركة الزيدية في اليمن الإمام الهادي يخالف في كثير من المذاهب الفقهية ما روي عن الإمام زيد بن علي، مشيرا إلى تعدد الفرق داخل الزيدية، ومنها تيارا الجارودية والصالحية، وهما يختلفان تماما عن بعضهما البعض.
بدوره، تحدث أستاذ الفكر التربوي الإسلامي في جامعة صنعاء أحمد الدغشي في مداخلته عن فرقة المطرفية المعروفة تاريخيا داخل المذهب الزيدي، وقال إنها فرقة زيدية هادوية لا تختلف عن الهادوية في شيء من حيث الجانب النظري، وقال إن الزيدية الهادوية هي فرقة كلامية قريبة من المعتزلة إن لم تكن نسخة منها.
وشدد الدغشي أيضا على ضرورة التمييز بين زيدية الإمام زيد التي لم تعد موجودة الآن وبين اتجاه الهادوية المسيطرة في اليمن.
وبحسب الباحث المتخصص، فإن المذهب الزيدي الموجود الآن هو مذهب سياسي، وما تتبناه الحركة الحوثية هو الامتداد الجارودي، أي أنهم يختارون رأي أبي الجارود، وقال إن الحوثيين يؤمنون بفكرة أحقية أهل البيت في الخلافة والإمامة، وهم يختلفون في هذه مع الاثني عشرية الذين يؤمنون بـ12 إماما معصوما.
وبشأن ما إذا كانت الإمامة كنظرية صالحة في ظل الدولة الحديثة، أوضح الباحث المتخصص في الفكر الإسلامي أن فكرة حصر الإمامة في أسرة معينة هي فكرة قديمة لم تعد صالحة في العصر الحديث.
على طريق النور نسير،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،،
Discussion about this post