بقلم… ماهر اللطيف
حرثت في قلبي الشاسع يوما أرضي المعطاء
وسويت تربتها ونقيتها من كل خطر و بلاء
وحشائش و حشرات و أوساخ وبقايا ماء
وكل ما من شأنه أن يعطل حلمي و عملي هنا،
وعزمت بعون الله على مزيد البذل والعطاء،
فنقعت جيدا هذه الشتلة ونظفتها من أي أذى
ومسًحت عليها بيدي ونفخت عليها لإزالة الغبار و الهوى،
ثم حفرت حفرة عميقة وغرستها فيها بكل اعتناء
وغطيت أسفلها بحذر وحرفية بالتراب وأشبعتها ماء
إلى حد تحقيق الغاية وهي الاكتفاء والارتواء.
ومنها، حرستها ليلا ونهارا ومنعت عنها كل اعتداء،
فسقيتها واقتلعت ما نبت بجانبها من طفيليات في الأثناء
وتخلصت من الحشرات وسائر الأمراض و الأعداء،
و داويتها – درءا لأي خطر محتمل – بما تستحقه من دواء
إلى أن أزهرت وظهر الجمال والحسن والبهاء
وأينعت وصارت ملكة أرضي التي استعمرها الجفاء،
وفاح طيبها وغزا أرضي وأراضي العوازل و الأعداء
وباتت مطمع كل عاشق و مشتاق للورد الجميل الغناء
وحلم كل وحيد و ملهوف لشم روح بديع يحلق به في سماء
الوجد والحب و الهيام والصفاء والصدق والنقاء،
لكن ،نسيت أن أبني أسواري وأقيمها في كل الأرجاء
وأمنع ولوج وقفز المتطفلين والعوازل و الغرباء ….
فكانت بيننا حرب ضروس حامية الوطيس شعواء
سُمع فيها النباح و النهيق والصهيل والنقيق والعواء
و سال فيها بغزارة العرق والبصاق والدمع والدماء
َوقُتل العديد من العزل و الغرباء و الحاضرين من الأبرياء
وساد الحزن والأسى المكان، فاحمرت الأرض الخضراء ،
واعتل من على هذه المساحة قبل أن تبكي بحرقة السماء
وتزمجر الصواعق غضبا وترفض كل نداء واستجداء
عندما رأت وردتي تذبل وما زالت في طور النماء
بعد أن دهسها حمار عمدا وقضى عليها ليزيدها من الشقاء
شقاء ومن العذاب عذاب لا يقبله ويرضاه حتى الفرقاء،
ثم التهمها بنهم حمار آخر من الألف إلى الياء
ليقضي على أحلامي نهائيا ويقتل داخلي كل “أنا”
حالمة ومتفائلة بغد مشرق شعاره الوفاء والإخلاص والولاء
Discussion about this post