تحلو جلسات الضحك والحديث سواء بين الأقارب أو الأصدقاء ، نتجمع ونلهو ويطول الحديث بيننا بالساعات ولا تخلو جلسة حديث من ذكر بعض الأفراد الذين لا يتواجدون معنا ، ولكن هل فكر البعض قبل الخوض في الحديث أن هذه غيبة أو نميمة أو بهتان ؟!
الكثير يظن أن الخوض في الحديث أمر هين ولا ينظر إلي عواقبه ، نتجمع ونلهو ومن ثم ننصرف ونكمل حياتنا كما أنه لم يحدث شيء ولكن هل فكرنا يوما أن نكفر عن ذنوبنا التي وقعت في تلك الجلسات ؟!
لماذا نجعل من صلة الرحم ذنوب وكبائر لا تغتفر ؟!
لنفرق اولا بين الغيبة والنميمة والبهتان ومن ثم نذكر الدليل من القرآن أو السنة علي أن الغيبة والنميمة من الكبائر
الغِيبة: هي ذكر الشخص في غَيْبَته بما فيه مما يكره نشره وذِكر .
أما البهتان: ذِكر الشخص بما ليس فيه وهو الكذب في القول عليه .
وأما النميمة: هي نقل الكلام من طرف لآخر للإيقاع بينهما .
وأما عن الدليل قال تعالى
{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱجْتَنِبُوا۟ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا۟ وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ (١٢)}
فقد شبه الغيبة بأكل لحمه ميتًا ، فكما أنكم تكرهون أكل لحمه ، وخصوصًا إذا كان ميتًا ، فكذلك فلتكرهوا غيبته ، وأكل لحمه حيًا.
وقال صلي الله عليه وسلم ” لا يدخل الجنة نمام ”
وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مر بقبرين فقال : “إنهما يعذبان وما يعذبان في كبير : أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله ”
ومن الايه الكريمه نجد موضوعا آخر وهو سوء الظن ، فلم يكتفي القرآن من التحذير من الغيبة والنميمة وهي فعل يقع من الإنسان ، بل حذر مما يدور في نفس الإنسان أيضا فقال تعالي ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱجْتَنِبُوا۟ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ )
وعنْ أَبي هُرَيرةَ أنَّ رَسُول اللَّه ﷺ قَالَ: إيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكذَبُ الحَدِيثِ متفقٌ عَلَيْهِ.
فعلي المرء أن يحسن الظن بأخيه ، فسوء الظن من أشد الآفات فتكًا بالأفراد والمجتمعات ، كما عليه ان لا يتحدث عن اخيه بسوء فيقع في كبيرةٌ من الكبائر ، وعليه أن يدعوا لمن اغتابه وان يتوب الي الله وأن يحسن الظن بالله بأن يقبل توبته فمن سوء الظن بالله: ظنك أن الله لا يغفر لك وأنه لا يدخلك الجنة
قد يبدوا الأمر هين ولكنه والله امرٌ عظيم
قال تعالى : ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )
لنحذر فوالله لا ندري في اي شيء ندخل الجنة وفي اي شيء نلقي في النار ، الدنيا فانية ولا تستحق أن نخسر آخرتنا من أجل حديث حلو المذاق يكن في النهاية كبيرةٌ من الكبائر
فحتي الحلوي قد تؤدي الي الهلاك …
.
.
بقلم الكاتبة اسماء عبدالبر القاضي
Discussion about this post