عندما أسقط أرضا، وأرحل من على هذه البسيطة، سأترك خلفي أولادي وحدهم يخوضون تجاربهم بأنفسهم، يكررون تجاربي، ويتعرفون على أصناف الناس.
سيلتقون بمن ارتضى البساطة في حياته، وأدرك ان الزهد نعمة، ويلتقون بمتملق يسعى في الحياة مغالبة، متقمصا الصوفية مذهبا، ويتعرفون إلى من ارتقى فوق هذا وذاك، فأدرك ان كل شيء بقضاء، فاستكانت نفسه من موبقات كثيرة وعاش لحظات حياته بمسؤولية.
سيتعرفون إلى كل أولئك فيسامرونهم، ويحادثونهم، ويرافقونهم، في مواقفهم المختلفة، فيتعلمون منهم ما عجزت أنا عن تعليمهم إياه، وسيدركون خوفي عليهم،.. لكن بعد فوات الآوان.
سيسمعون منهم ثرثرات لا تثمن أو تغني عن الحقيقة شيئا، وخاصة ممن أراد أن يقتنص الفرص فيريق الكرامات ويتسلق على أمجاد غيره،.. وما أكثرهم!!!.
و يشعرون بألم الطعنات في ظهورهم، وبوجع قل نظيره، ولا يجدون آنذاك من يفصحون له عما تئن به نفوسهم، فيكتمون شكواهم ويسيرون على بسيطة امتدت منذ فجر الكون، وطوت في أكنافها حبيبات من الثرى، لو قدر لتلك الحبيبات بالكلام لأخبرت أنها كانت في يوم من الأيام تتألم في سالف الأزمان.
Discussion about this post