* لماذا أبكي الحسين؟!
قرات تاريخ الحسين بن علي، فتبينت فيه الانفة والكبرياء، وعرفت انه لم يعش ذليلاً أو يموت جباناً، فقد كان سيدا بكل ما تعنيه الكلمة.
ألم يختَر الإمام الحسين لنفِسه البطولةَ في الموت، وشهد على قهر الذل في الحياة؟
ألم يعلمنا العز والنبالة بمواقف العزة يوم عاشوراء في مدرسة الرجولة والإباء؟
ألم يستشهد ليُعلِّمنا معنى الاستشهاد في سبيل الحق وإيقاظ الضمير الإنساني من سباته ؟
إن رجلاً اسمه الحسين، لم يكن مجهولا في نسبه، أبوه علي بن أبي طالب، وأمه فاطمة الزهراء، وجدُّهُ النبي محمد بن عبدالله، كانت كربلاء بكل ما فيها شِراعه الذي قاده إلى خضم الموت وتحديه، فالحسين لا يُبكى انكسارا وهونا، لأن الموت مات به، وهام على غير هدى.
وإذا ما بكيناه، فنحن نبكيه لعزته وعنفوانه،..
وإذا ما بكيناه أدركنا كم كانت حياته ما قبل كربلاء عزيزة ! فهو جاء كربلاء ثمانية ايام اختتمت بشهادته.
موتهُ كان فخراً انتزعه من الزمان، وبطولته جسدت خلوده عبر الأجيال يإقدامهُ دون منة، فأضحى ملاذا للثائربن العاشقين، وقد اختار السبيل القويم لعشاقه نهجا وشرعةً، فعلم الرجال العزة بكبرياء، ومن فاض بالخطى.. وقد هزأُ بالردى .
فما اروعك من إمام.. وما اطهرهن من نسوة اجتمعت فيهن حرمة رسول الله بصحبتك.
نساء أولئك الأبطال الشهداء. هن في مصاف الرجال، وقفنَ الى جنبهم، تعزوهن جذوة الإيمان، والنخوة الصادقة والاستهزاء بالموت.
ففي كربلاء الحسين، نشعر بعظمة صاحب الذكرى، إذ لم ترضَ النساءُ للرجال في تلك الواقعة الركون إلى الهرب أو الاستسلام الذليل، بل فضلنَ بكل جوارحهن الاستشهاد في سبيل الحق والقضية.
وما من انصاف
اي تاريخ يستطيع أن ينصف ما جادت به كربلاء؟
واي تكريم يذكر به سيد الشهداء؟
هل نصف من جاد بنفسه بالبطولة؟
أم نقرا التاريخ لنستقي من بطولته العبر؟ .
الحسين لا يحتاج إلى البكاء، فإن ذلك تسفيهٌ للاستشهاد.
إنّ أمة أنجبت مثلُ الحسين، جديرة بالبقاء، لأنها تستطيع أن تُجابهُ الكون كله! وتستطيع ان تعلم الشرق والغرب معنى الفداء، وأن يُكَفكف الإنسان الدمع في الملمات. من خلال الاقتداء بالحسين في المواجهة و الوقوف في وجه الباطل، لأن ذلك مدعاة للوقوف في وجه الإلحاد والافساد، من اجل الوصول إلى الإصلاح.
فأجملُ التكريم يكون لك سيدي يا أبا عبد الله في الذكرى، هو التشبه بالكرام.
بقلم الشاعر أ.د. حسين علي الحاج حسن
18/ 07 /2024
Discussion about this post