أفتح لها نافذة على حديقةٍ مدهشةٍ للموتى
عظام منتصبة تُفزع الطرقات
وصباحات تطبع بطاقات الغبار
المسكينة لا تعرف لغة الإشارة..
ولم تجرب ملمس الأصابع على شفاه القلب
ولا تحك جبينها كلما اخترقت امرأة رأسها
الجثث لا تجيد سوى الموت
وإرسال ابتهالاتٍ للجنة
والنبيذ المختوم.!
أعرف جثةً
كانت تجرّب القفز عن حافة السطر
وكلما انتهت
يتلقفها سطر جديد
ظلت هكذا
حتى التقطها هامش
كان يمرّ مصادفةً
أسفل العبارة..
المسكينة لا تنمو لها أظافر
ولا تجيد مغازلة سيقان الغابات الحلوة
لسببٍ ما
كانت تجرّب زرع لسانها أسفل خاصرتي
وتنادي فلاحةً غائمةً على رصيف الشبق
تلقنها البكاء، وصوت المطر، وأغنيات الماء.
وتعجن الشمس بقمح السماء
وتهز العرش الفارغ
لتسقط في غيبوبة الموسيقى ..!
هنا
أرسم شقاً بين صدري.. والهواء
وأوهم الباعة الجائلين بقدرتي على تفسير الرؤى
وأنني العائد الوحيد من سدرة المنتهى
وأنني ديك الصيحة الثالثة
كما أنه لا شيء يسعني.!
وعند البحيرة الوحيدة
أخبرهم حكايات العطش الإباحي
وكيف أقتلع دماغي وأسير عارياً بلا فكرةٍ
وكيف تشكّلتُ رصاصةً
بعد أن كنتُ محض شجرة
تحلم بالفاكهة..!
فأمنحهم بصيرة لجسدي الذي لا يستيقظ
وطفولتي المنتهكة في سرير جارنا الأعمى
وفمي الذي لم يدرس الصّفير
يؤلفون حكايةً للغابرين
وبعض ديدانٍ تشتكي الحموضة.!
وليد ثابت
Discussion about this post