مظاهر الحب بين الإذلال والابتزاز العاطفي
فاقد الشيء لا يعطيه .. لربما تكون قاعدة ، فإن كانت ، فحتما لها شواذ وإن ندر ..
ودون شك انّ غريزة ومشاعر الحب سمة انسانية وجودية نزيهة خالصة ما لم تتجاوز حدود الشرع والعُرف ..
وما يطرحه واقع الحال الآخذ بالتنامي نمو الطفيليات والفيروسات الميكروبية في المجتمع هو لهاث ( الاغلب ) من الذكور وراء ( تجارب ) عاطفية مع فتيات قادهنّ حظّهنّ للوقوع في شَرَك الحبّ بكل صدق وقوة ، تلك العاطفة التي اتسمت ( بالسذاجة حدّ الحمق ) في الانقياد وراء تلك الطفيليات ..
فبعد ان يلعب دور الرجولة والنبل ويتقمص دور ( الدونجوان ) الهزيل ، والفارس المأمول على حصانه الابيض والعاشق المغمور ، تتكشف حقيقته ( الاسفلية ) في تقلبات احواله ، وتحولاته الاستذئابية ، ليمارس طقوس اذلاله لمن وثقت بحبّه ، واخلصت ، فنابها من ابتزازه لمشاعرها ما يسحق كرامتها وهو بغاية النشوة واللامبالاة واللاانسانية .. وقد ينحدر لمستوى اللاطفيلية ايضا بل اشد ضِعةً وخسّة ..
لم ترَ منه غير نقيع السمّ في العسل ، وسرابا يحسبه الظمآن ماءا…
وفي ذات الوقت ، تقع الكثير من الفتيات ضحية مشاعرهنّ الجيّاشة الصادقة لترضى بالمهانة وهي عاشقة صاغرة ..
تلك لعمري سذاجة وحماقة ، فالحبّ شعور انساني مبني على الصدق ، والثقة ، والمروءة والنخوة ، وحفظ كرامة الاخر وصون اسمه وشرفه ..
وقد يلجأ الكثير من هؤلاء الدون الطفيلية الى طعن الفتاة بشرفها ، ومعايرتها وامتهانه لها بما يعرفه عنها .. فقط لانها وثقت به وصدقته ، ولم تدرك ان ليس كل سائل ماء ، فمنه الكثير مما يسيل من انياب الثعابين ..
وبئسا لمن تشدّق بالحب وهو اجهل الناس به ، ومن تسربل زيّ الحِملان وهو اخسّ من الضبع ..
للحوار الهادف وتبادل الآراء ..
لمياء العامرية
Discussion about this post