خاتم سليمان الحكيم
حقيقة ولا أسطورة..؟!
د. عبد العزيز يوسف آغا.
////////////////////////////////////////////
أحد أشهر المعتقدات التى ارتبط بها كثير من الأساطير والحكايات الشعبية هو “خاتم سليمان” الذى منحه الله لنبيه سليمان ابن داود عليهما السلام، وفيه الكثير من القدرات الخاصة، أبرزها التحكم بالجن والحديث مع الحيوانات، واستعمل الرمز الذي يحمله الخاتم شعارا لعدة دول إسلامية فى الأناضول مثل إمارة قرمان وإمارة قندار، وهو عبارة عن نجمة خماسية أو سداسية على غرار نجمة داود، كما يعتقد البعض أن الخاتم به قوى سحرية ومصدر مهم يعبر عن التقاليد اليهودية.
وورد فى “التلمود” ما يفيد أن النبى سليمان كان لديه خاتم منقوش عليه الاسم الأعظم، الذى انقاد بتأثيره كل الإنس والجن والغيلان والحيوانات، بكل أنواعها فسخرها لنفسه وقوى بها مملكته حتى اغتر بجلالة ملكه فاستكبر.
ويذكر كتاب “أعجب الأساطير” لـ عصام عبد الفتاح، خاتم سليمان حسب أساطير القرون الوسطى والمعتقدات الخاصة باليهود والمسيحيين والمسلمين، هو خاتم سحرى كان مملوكا من طرف الملك سليمان، الذى أعطاه القدرة على قيادة الجن أو الحديث مع الحيوانات.
ومن الأساطير التى ذكرت عن هذه الخاتم أنه فى يوم من الأيام خلع النبى سليمان خاتمه من يده، وطلب من زوجته أن تحفظه حتى يدخل الخلاء ليقضى حاجته، فأتى لها الشيطان بصورة سليمان، وطلب منها الخاتم، فأعطته إياه وعندما خرج سليمان من الخلاء طلب استرداد الخاتم من زوجته، فوقع فى نفسها أن الشيطان يريد أن يخدعها، حيث إنها اعتقدت أنها أعطته بالفعل لسليمان، وهكذا تم طرده من البلاد فعمل سليمان صيادا، ثم أراد الله أن يفقد الشيطان هذا الخاتم فوقع فى الماء، وابتلعته سمكة، وبينما كان سليمان ذات يوم يصطاد، إذ اصطاد سمكة، ففتح بطنها لينظفها ويأكلها، فوجد الخاتم، فلبسه وذهب وطرد الشيطان من قصره وعاد له ملكه.
ويوضح كتاب “العجائبى فى السرد العربى القديم” أن أغلب الأشياء العجائبية المترتبطة بالخواتم والخرز، تستمد مرجعيتها من خاتم النبى سليمان، وهو الخاتم الذى نسجت حوله المخيلة الشعبية العديد من الخرافات والأساطير، باعتبار أنه خاتم نبى، وأن قوته مستمدة من قوة الاسم الإلهى الخفى الساكن فيه.
بالنسبة للمعتقد الإسلامى، فهناك العديد من الاحاديث التى تناولت ذكر الخاتم، لكن يبقى أغلبها ضعيف السند، فوفقا لموقع إسلام ويب، مما ورد فيه ما رواه ابن ماجة فى سننه عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا خَاتَمُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَعَصَا مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ – عَلَيْهِمَا السَّلَامُ – فَتَجْلُو وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَا، وَتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتِمِ، حَتَّى أَنَّ أَهْلَ الْحِوَاءِ لَيَجْتَمِعُونَ، فَيَقُولُ: هَذَا يَا مُؤْمِنُ, وَيَقُولُ هَذَا: يَا كَافِرُ. قال عنه الألباني: ضعيف.
وقال العلماء أن هذه القصة أحدى الخرافات التى تناقلتها أجيال بنى إسرائيل، وهى غير صحيحة، والهدف منها هو تضليل الناس عن الحقيقة، وإفشاء حالة من الجهل بين الناس، والتشكيك فى عصمة أنبياء الله –سلام الله عليهم أجمعين.
وتبقى الحقيقة معلقة ، وهنا نتساءل كيف نصدق أن سيدنا سليمان يكلم الحيوانات ويأمر الجن والريح ولانصدق معجزات الخاتم؟!
على طريق النور نسير ،،،،
وعلى المحبة نلتقي،،،
Discussion about this post