مريمُ وأقراطُ اللؤلؤِ البيضاء
أبدًا
لم تضعْ قرطًا ملونًا في أذنيها
بل وضعتْ قطعةً صغيرة منَ الشعرِ
على شكلِ ضحكةٍ
ضحكةٍ منَ القلبِ
تكبرُ
معَ الوقتِ
هيَ الأنَ تكبرُ أكثرَ
وتكبرُ معها حدقةُ عيني
ألاحظُ مرحَها
وهيَ ترسمُ على معصمي ساعةً بأسنانِها
ثم تسألُني كم هيَ الآنَ؟
الساعةُ تدقُّ
لكنَّ مريمَ لا تسمعُها
كما ألاحظُ دهشتَها
حينَ تمسكُ بنطالي وتشدُّه منَ الفرحةِ
وأنا أُخرجُ لها أرنبًا بوبرٍ كثيفٍ
من تحتَ قبعتي
بينَ حينٍ وآخر
تطعمُه منَ الحلوى التي تتناولها
وحين يغفو بين ذراعيها كرضيعٍ
تمارسُ معه الأمومةَ
مجازًا
أنها مغرمةٌ بشجرةٍ معاقةٍ
تغازلُها وهيَ تهتزُّ
وتميلُ برأسِها..
عندَ مدخلِ بابِ العمارِة
أغصانُها حرَّةٌ
يستظلُّ تحتَها “أسكوتر” قلبُه أبيضُ
العادةُ جعلتْها تعملُ حارسةً له
و فوقَها تحطُّ عصافيرُ غيرِ مرئيةٍ
تكشفُ بصوتِها عن نورِ الصباحِ
مريمُ
بإمكانِكِ وضعَ صورتِكِ على هذا الجدارِ
منه تتدلَّى المساميرُ كالعناقيدِ
كي تحرسَ عتمةَ الليلِ
ومن دونِ بابٍ
ترشدُني لمكانِ غُرفتي
التي يسكنُها الفراغُ وبالكادِ أعرفُها
من مخطوط تحت الطبع
إهداء إلى قطعة الشعر
التي ينبض بها قلبي في يوم مولدها
أبنتي وصديقتي مريم
بقلم الكاتب Ahmed Bayomey
Discussion about this post