قصة قصيرة ( الجزء ألأول)
بقلم الكاتب
أنيس ميرو – زاخو
في أيام الهجرة (المليونية )نحو الأراضي (التركية )شاهد كل شخص أموراً عجيبة وغريبة سلبية و إيجابية أستحدثت في وقتها و ساعتها.
( مصطفى) رب أسرة مكونة من زوجة وأربعة أطفال صغار حاله كبقية المواطنين الابرياء ممن تعرضوا لخوف شديد من ألإبادة و التعرض لأمور أخرى مخزية على يد قوات معادية عنصرية في بيئة بعيدة عن الإيمان و كل القيم الأجتماعية التي كانت سائدة في ربوع العراق.
كثرت الإشاعات و كثر هروب جموع المواطنين من مدينة (زاخو )و بقية مدن كوردستان العراق باتجاه الحدود( التركية )و(الإيرانية )أي حسب تواجد المدن بالقرب من حدود هذه الدول حيث زاد القلق و الارق بين كل عائلة على حدة وبقية العوائل بصورة عامة.
فزيادة هروب العوائل بكل اتجاه حتى خلت مناطق بأكملها من المدن. فكر ( مصطفى) أن يقتدي بمن سبقوه من قبله.
إنه الهروب نحو الحدود نحو مصير مجهول بلا تخطيط وهدف فقط لتأمين الأرواح و التخلي عن كل شيء.
اختلف المتجهون نحو الحدود من كان معه سيارة او شاحنة من مختلف الأصناف حتى الجرارات و مختلف الحيوانات و كان من لا يملك أي شيء سوى مصاحبة أهل بيته مشيا على الاقدام بما خف وزنه من ملابس او بقايا طعام في لحظة تركهم لدورهم.
الموسم كان فصل (شتاء )أمطار شديدة و هطول ثلوج كثيفة وهبوب رياح قوية كلما اتجهت هذه الجموع بأتجاه الحدود مع (تركيا وإيران )وعبور مناطق منزلقة وغدران صغيرة ومتوسطة كلما تم الوصول للحدود بالإضافة من زيادة المخاوف من وجود حقول الغام المنتشرة في غالبية هذه المناطق الحدودية وبعد سلسلة من الاستراحات وألتعرض لمختلف المواقف المحزنة التي تقطع الضمير الانساني كضياع أطفال من ذويهم وهم يصرخون بسبب هروب ذويهم بأتجاه الحدود و ترك (المسنين) ممن فقدوا الحركة في مغاور متعددة لكون المنطقة جبلية والامطار والثلوج كثيفة وهبوب رياح شديدة.
هكذا. وبهذه الأجواء كانت تتجه الجموع بإتجاه الحدود و كان الطابور (الخامس )نشطاً من حيث ترويج الإشاعات المرعبة وإن الطيران الحربي قادم و حدثت (مذابح )وقد تحدث في اي مكان اي على الجميع عبور خط الحدود بأي صورة كانت لتأمين حياتهم وحياة اسرهم.
حتى قطعان المواشي على اختلافها كانت تتجه بأتجاه مناطق الهروب و بعد مرور (48) ساعة من المسير تم الوصول للحدود التركية و لكن الجندرمة (التركية )تمنع من مرور هذه الجموع المرعوبة لتجاوز الحدود وكانت بين فترة وأخرى نسمع اصوات عيارات نارية لتخويف هذه المجاميع المنفلتة والتي اصبحت اعدادها خيالية ولكن ب(دافع )الخوف المرعب مما حدث في (حلبجة )وغيرها كان اعظم من الخوف من رمي غزير و كان بين فترة واخرى يسمح او كانت هذه الجموع تتدافع وتتجاوز الحدود في مناطق موحشة بعيدة عن المدن والقرى شياً فشيئاً عبرت هذه الجموع باتجاه الأراضي التركية والإيرانية.
وبدأ المواطنون من تدبير امورهم بأنفسهم وأستغلوا اي شيء يجنبهم الموت والبرد فحاولوا إستغلال اي شيء للوقاية من المطر والثلج و هبوب رياح شديدة.
وكان غالبية المتواجدين جياع وتنقصهم كل الضروريات للبقاء على قيد الحياة و لكن هذه المشاهد اختلفت حيث استغل الناس اي شيء لبناء كوخ من النايلون والقماش الخشن و تبين ان قسم منهم قد تحوطوا لذلك وفعلاً تم مشاهدة اكواخ وخيم واشباه خيم و بهذه المشاهد التي تقطع الضمير الإنساني …..؟؟
*************
نهاية الجزء الاول و سوف يتبع بتكملة الجزء. الثاني من هذه الملحمة الخالدة في ادخال هذه الجموع البشرية .
Discussion about this post