حلم قرية عالمية !!
د . الهام عيسى
برغم كل ما قطع من قرون تم من خلالها انجاز الكثير على طريق اجتياز حاجز الصوت والتطلع لمجرات أخرى ومد البصر والحضور الايحائي لكل العقائد وحرية الأديان التي ما زال الكثير من شدوها مقيد تحت يافطة التعصب والإرهاب ورفض الاخر .. الا ان ملامح حرية ما يجب ان تخضع لقوانين واصول آراها سارية بجسد العالم وان كره المنافقون ..
ففي اعتى صراع ايديلوجي عقائدي مصلحي ضرب وزلزل عالم اليوم مع كل تحضره المزعوم الا ان الانسان ما زال فيه مقيد والفكر مصلوبا كالمسيح مسموما كسقراط …. كان ذلك قبل التلاقي والتواصل العشقي والفكري والمعرفي .. حتى يومنا هذا الذي ندعي فيه الحرية وان كانت عرجاء ساعية لاتقاد حر .. لكن الانسان ظل مكتنف القلق وهو يتلقى اوجاع أخيه الانسان في كل ظرفية الزمكان .. هنا تكمن علة لا يمكن فك رموزها بين قداسة تذكر واكاديميات يؤدى فيها قسم اغلبه انتهى الى زيف ..
فلا يمكن للسيف و الرصاص او السلاح الذري … وغيره من نتاج ذروة العقل واستخدام سياسة الهيمنة .. ان يكون بديلا عن الحضارة فمصير الانسان كان وسيبقى واحدا … معلق باجتماعية قرية آن لها ان تعترف بكل القرى الأخرى التي تنتسب اليها بالانسانية وان ظلت الجذور سحيقة لكنها تصل الى نهايات وابديات منسجمة تعزف بلحن يبكي له اهل الشمال والجبال كما يبتسم ويشدو فيه طربا اهل الجنوب وبقية الجيوب .. هذا ما جعل الاحرار ينشدون بكل ميادينهم طلبا لحرية الانسان لا غيره .
بمعزل عن دعوات القتل والتشويه التي تغرز في رؤوس وضمائر البعض وفقا لمنهجية العداء والهدم … نرى اهل الفكر يذودون عن حمى الانسان منذ نعومة انامل اكاديمية افلاطون وقبلها حيث بواكير الحضارة مرور بنيكوس وشكسبير ونزار القباني …. وعبورا لحربين عالميتين نامل ان لا يقع ثالثها المبيد للبشرية على راس اهل كوكب يعد هبة سماوية ينبغي ان نجد ما يرسخ فكرة الانتماء الجمعي والتواصل الفكري لغاية اسمى نكذب بها مقولة السيف ابقى .. ليبقى القلم رهن إشارة السلام في عامنا هذا وكل عام ..
صحيح ان الحروب والطائرات وازيز الرصاص ما زال يملا الأفق رعبا في شرقنا الاوسطي وعالمنا العربي وبقية بقاع عالم مترقب .. لكننا بذات الوقت نعيش حلم جميل نرى فيه سبل السلام وسلالم العلم والمعرفة تغزو ميادين الشر الأخرى لتشكتها الى الابد .
Discussion about this post