الفنانة الرقيقة آمال فريد.. غنى لها العندليب “كفاية نورك عليا”
الفنانة آمال فريد تعد واحدة من أرق وأجمل نجمات السينما المصرية على مدى تاريخها الطويل، وقد عرفت بموهبتها المتفردة وجمالها الطبيعي ووجهها البريء ورومانسيتها ورقتها وطلتها المريحة للقلوب، وقد شاركت كبار نجوم السينما المصرية بطولة أعمالهم الفنية، وكانت فتاة أحلام الكثيرين الذين تعلقوا بها واعتبروها عنوانا للرقة والرومانسية، خاصة بعدما غنى لها العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ “كفاية نورك عليَّ” في فيلم “ليالي الحب”، والذي أصبحت بعده واحدة من أهم نجمات السينما المصرية، كما عُرِفَت بأنها فتاة مهذبة حيث قال عنها الفنان الكبير كمال الشناوي: “إنها مهذبة لدرجة أنها يمكن أن تطرق باب دُرْج المكتب قبل أن تفتحه”.
والمشوار السينمائي للفنانة آمال فريد لم يكن طويلا ولكنه كان مؤثرا ومس قلوب الكثيرين، حيث تركت لنا ما يقرب من 30 فيلما بالرغم من اعتزالها المبكر في سنة 1969، فقد قدمت العديد من الأعمال الفنية التي تعد بمثابة علامة في تاريخ السينما المصرية، ومنها “إحنا التلامذة” و”بداية ونهاية” و”موعد مع السعادة” و”ليالي الحب” و”بنات اليوم” و”صراع في الحياة” و”امسك حرامي” و”امرأة في الطريق” و”إسماعيل يس في الطيران” و”من أجل امرأة” و”حماتي ملاك” و”أم رتيبة” و”نساء محرمات” و”بنات بحرى” و”أنا وبناتي”، وغيرها من الأفلام التي جعلت قلوب المشاهدين تتعلق بهذه الفنانة الرقيقة والجميلة.
وقد ولدت آمال فريد في حي العباسية بالقاهرة في يوم 12 فبراير سنة 1938، وقيل إنها بدأت طريق الفن منذ الصغر في برامج الأطفال مع “بابا شارو”، وحصلت على ليسانس آداب قسم اجتماع، ودخلت مجال السينما عن طريق مسابقة في مجلة الجيل التابعة لدار أخبار اليوم، وكان أول عمل فني لها أمام الفنانة فاتن حمامة في فيلم “موعد مع السعادة”، ثم انطلقت بعد ذلك في السينما لتقوم بالبطولة أمام عبد الحليم حافظ في فيلم “ليالي الحب”، وكان عمرها في ذلك الوقت 17 عاما، وقد ابتعدت عن الفن في أواخر ستينبات القرن العشرين بعد زواجها، حيث كانت قد تزوجت من ضابط مهندس يعمل ملحقا عسكريا بسفارة مصر في موسكو وسافرت معه إلى هناك، وقيل إنها عادت إلى مصر بعد طلاقها منه وتزوجت عازفا يعمل في الفرقة الماسية.
وعاشت آمال فريد حياتها في هدوء تام بعيدا عن الأضواء بعد اعتزالها العمل بالفن، وبعد ما يقرب من 50 سنة على اعتزالها شوهدت وهي تجلس على أحد مقاهي منطقة وسط البلد، معتزلة الأضواء حيث لا يعرفها ولا يتذكرها أحد ولا يلتف حولها الجمهور، وربما كان ذلك ما تريده هي في ذلك الوقت، ويومها عرفها أحد الأشخاص وصورها وهي تقترب من سن السبعين ونشر صورها على الفيسبوك، وتلقفت بعض وسائل الإعلام صورها وراحت تنسج حولها الأقاويل وتاجروا بها بطريقة سيئة وتعاملوا معها بلا رحمة، فمنهم من أشاع عنها أنها أصبحت تتسول، ومنهم من أشاع أنها قد فقدت عقلها، وكان أقلهم سوءا هو من أشاع إصابتها بالألزهايمر وهو ما أثر على حالتها النفسية والمعنوية كثيرا.
وبعدها ابتعدت الفنانة آمال فريد عن الأضواء مرة أخرى وظلت في عزلتها التي فرضتها على نفسها، ولكنها أصيبت بكسر وتنقلت من مستشفى إلى آخر حتى رحلت عن الدنيا في يوم 19 يونيو سنة 2018 في صمت ودون ضجيج، وكانت قد أوصت قبل وفاتها بأن تدفن بعيدا عن أضواء الصحافة ووسائل الإعلام كما أوصت بالتبرع بمبلغ العزاء للفقراء والمحتاجين.
Discussion about this post