يعقوب عبد العزيز
أنا أشباهي الأربعين الذين قتلوا برصّاص
الاحتمال
لا أخوة لي بأجنحة وهيضة
ولا بيت ينكسرُ به الغصن
وحدي أرمي نفسي في الجُّب
وانتظرُ وهم القافلة
لا خيار لي للفرح العجول
والموت يحاصرني
لقد تركتُ خلفي في كلّ مكان كتابًا
وصبيًا ومسودّة
لقد تركتُ جزءاً منّي في المستنقع
الآن من يمسح دموع قلبي
بمنديل اعتذار
ويطعم قططي الجوعى
من يسقي ورداتي
من يستعير منّي الأخيلة
ويخرج بأقدامي في المظاهرة
تأكل اللّغة عقلي
وينزُّ الحبر من تحت جلدي
أنمو بأطراف لزجة كأخطبوط
مصاب بالكُساح
يتلبّسني درن الكتابة، تلك التي لم
أجني منها شيئًا
غير أرواح طيّبة أكلها الصّدأ
وامرأة تموع على كتفي
أنا الّذي افتعل الحبّ بدافع القلق
وابتكر الموت لقلّة الصّنيعة
أنا الوحيد في الصّلاة
وطابور الخبز
المنتظر في المحطّة والهارع خلف القطار
أنا المورق، الضّحل ، الضّار، اليابس
الرّقراق أنا والعُكر
أنا الشّلال وأوّزة البحيرة، انا سلحفاة
الطّين، حزن البلاد وشوارب جنرالاتها
من يقرأ زُعر الحنطة في ملامح
وجهي
وجهي كلّ اللّوحات التي انتهى فيها الباستيل.
Discussion about this post