حكاية حب ووفاء الفنان صلاح نظمي لزوجته أليس الأرمينية
كتب/خطاب معوض خطاب
كثير من الفنانين المبدعين الذين نراهم على الشاشة كانوا يؤدون أدوارهم بمنتهى البراعة فنصدقهم ونتخيل أن ما نراه ونشاهده أمامنا على الشاشة يماثل صورتهم الحقيقية، ومن هؤلاء الفنان الكبير صلاح نظمي الذي ولد في مثل هذا اليوم منذ 106 سنة وتحديدا في يوم 24 يونيو سنة 1918 والشهير بلقب المعلم حلاوة العنتبلي ملك اللحمة وعم الجزارين، والذي يعد واحدا من أشهر ملوك أدوار الشر في السينما المصرية، حيث تميز بإجادته أداء أدوار الشر ورجل العصابات ودور الشاب ثقيل الظل في عدد كبير من الأفلام السينمائية.
والحقيقة أن الفنان صلاح نظمي كان له وجه آخر في الواقع يخالف صورته التي اعتدنا رؤيتها على الشاشة، فقد كان رومانسيا في الواقع وهو ما لم نشاهده منه على الشاشة يوما ما، فقد أحب وتزوج فتاة أرمينية الأصل اسمها أليس يعقوبيان، وحكايته معها تشبه الروايات الرومانسية والأفلام السينمائية، وبدأت معرفته بها حينما كانت تزور شقيقها الذي يسكن معه في نفس العمارة، وحينما شاهدها لأول مرة لفتت نظره بجمالها ورقتها، فأراد أن يتكلم معها ولكنها صدته وعندما حاول أن يمسك يدها فوجئ بها تصفعه على وجهه، وكأن هذه الصفعة كانت سهما نفد إلى قلبه، فوقع في غرامها على الفور وتقدم لأخيها طالبا يدها، وبالفعل تزوجها بعدما أشهرت إسلامها، وشهد على عقد قرانهما كل من صديقيه الفنانين شكري سرحان وشقيقه صلاح سرحان.
وعاش الزوجان معا في حب وسعادة وهناء، ولكن بعد مرور 10 سنوات على زواجهما، أصيبت الزوجة بمرض نادر اقعدها عن الحركة بعدما أصيبت بالشلل، وعكف الفنان صلاح نظمي على خدمة زوجته في مرضها، وهو الذي شاهدناه كثيرا على شاشة السينما يتقمص شخصية الرجل الشرير قاسي القلب.
وكانت زوجته تلح عليه كثيرا أن يتزوج زوجة أخرى غيرها لكي ترعى شئونه، وكانت تقول له إنها لم تعد تصلح زوجة له، لأنها مريضة قعيدة ومشلولة، ولكنه كان يرد عليها بكلمات تجعل دموعها تفيض من عينيها: “حتى لو كنت عظما في قفة، سأحملكِ على أكتافي ولن أتزوج غيرك أبدا”.
وهكذا ظل الفنان صلاح نظمي زوجا محبا مخلصا ووفيا لزوجته القعيدة، وكان يخدمها ويرعاها وينفق كل أمواله على علاجها، حتى توفيت في سنة 1990 بعدما ظلت قعيدة على كرسي متحرك طوال 30 عاما، وبعد وفاتها بكاها صلاح نظمي كما لم يبكِ في حياته، ولم يعمر بعد رحيلها طويلا حيث لحق بها في يوم 16 ديسمبر سنة 1991، وكأن روحه قد رفضت استكمال رحلة الحياة بعد رحيل محبوبته ورفيقة حياته فصعدت إلى السماء لتلحق بها هناك.
Discussion about this post