بين الصحافة والادب هزيمة شموخ بعد ماغسي مجموعة اخرى في الافق
في مشهد تتوارى الكلمات فيه فاسحة كل المجال للعقل ،من خلال قراءتي للمجموعة القصصية كم ضيعتني وتوهتني الكلمات عن جادة الطريق ،وكأن الكاتب نور الدين لعراجي لديه غصة الصحفي الذي حاول تغيير واقعه في مقالاته السياسية انطبعت على قلمه الادبي .فعرج بنا في عوالم البوح والدوح والجمال ،محاولا كسر النمطية الادبية ،واخذ الادب اى بعده الحقيقي .اسكت الوهم الذي كانت تحاول العديد من الاقلام ترويجه .ساحر الحكي الانساني من خلال لغة سردية عالية جمع فيها كل الاختلافات التي تزين سماء الادب من فلسفة الى سخرية تحمل مرارة الانسان اولا من خلال ثنائيات فكرية احتوت”الانسان ،الحياة ،الحب ،الحرية”الانسان في المجموعة القصصية هو ابن الوطن عشق كفاحه ضد المغاليق التي حالت بينه وبين العالم المثالي الصحي الذي ينشده في صراع جميل بين الزمن والحب في مجموعة قصصية هي اشبه برسالة فان غوخ لاخيه ثيو من خلال قصص نسعى لكسر الملل والهروب من واقع مزعج وشخصيات تكاد تتعفن مللا حاول خلق حياة بحروف متمردة ،اراد القبض على الفرح بحبر مروي املا .وريشة الكاتب لاتخطىء في اعادة الخلق .اعاد تشكيل العالم من جديد الى عفويته الاولى ،معتمدا على كلمات تعلقت به مستنجدة ،لتكفين الورقة البيضاء بلون ليلكي وان زرع فان غوخ نفسه في التراب مقابلا الشمس زرع نورالدين لعراجي قلمه في ذاكرة تعبة مرهقة تحارب للبقاء لرسم حلم قرمزي يقتحم بوابة الادب ببراعة فنية تصويرية ،بلمحات مضيئة وحرفية بارعة .لم تكن مجموعته القصصية خواطرا للشخوص ولاحتى خلاصة خبرات حياتية ،وانما هي محاولة زرع بذور روائية للاعلان عن ميلادها القريب ،كماأن القاص اعتمد التوثيق والتخييل واضفى طابعا سرديا سياسيا حميميا .لان قلمه الصحفي تملكه وطغى فكان بطاقة تعريفه الادبية .وربما هذه احدى هزائمه الجميلة .زاوج الادب بالصحافة فكان ميلاد نصوص رائعة علمتنا كيف نبتلع الحياة ونتصالح مع هزائمنا وتاكيد ان الكتابة لذة وكيمياء بين الكاتب والقلم معتمدا على طقوس البوح الخاصة به .ربما جافى الكاتب نورالدين لعراجي الكتابة الادبية لارتباطه بالصحافة وهزيمته امامها ،لكنهاةهزيمة شموخ ليعلن بين السطور انه يكتب مايشبهه بقلم ولود كعنقاء تبعث من رماد.
Discussion about this post