على حافةِ الهاويةِ الزَّرقاءِ
جلستُ وحيدًا
أراقب أمواجَ البحرِ تتلاطم بلا كلل
وكعادةِ الشّعراءِ في الكتابةِ
اعتنقتُ دِفءَ البحرِ لأتعبد محبوبتي في النَّصِّ.
**
النّوارسُ
رفيقاتُ السّماءِ والماءِ
تطير في دوائر
كأنَّها ترسمُ لي خريطةَ الرّحيل..
وكعادةِ النّوارسِ
في الحنين إلى الهجرةِ؛
هجرتُ حروفَ قصيدتي عمدًا
مزَّقتُ شطرَ البيتِ ونثرتُ عجزه
على الطرقات
حينما التقيتُ بها
على حافةِ النهرِ؛
تبادلنا الأحاديثَ
وقبل أن تشُدّ طرفَها
أورثتني حبَّ الرّحيلِ
“لأنَّ النّوارسَ
مهما أحبَّت رمالَ الشَّواطئِ
يومًا سترحل.”
**
علمتني النّوارسُ
أنَّ الهجرةَ ليست فِرارًا
بل ميلادٌ جديد،
أنَّ الحبَّ ليس قيدًا
وأنَّ الفراقَ هو بدايةٌ جديدةٌ
لرِحلةٍ أخرى
لعشقٍ جديد.
علمتني أنَّ الحياةَ رِحلةٌ
وكلُّ لقاءٍ هو وداعٌ مؤجل.
**
وحين غَرَبت شمسُ النهارِ
وسطع نورُ القمرِ العليلِ
تراقصت الأمواجُ مصافحةً الرمال
وعلى الشاطئ جلستُ أتأملُ
حاشيةَ السّماءِ المُزدانةَ بالنّجوم
أتذكرُ حديثَ النّوارسِ الراحل
وأتسربلُ بأملٍ جديدٍ.
خطاب الفاروقي /السودان
Discussion about this post