وزير التعليم ماسعيت له من تعديل يحقق صفر
ثلاث سنوات من بداية التجربة معالي الوزير كل فخر لقد حققت (صفراً كبيراً) وكل ما سعيت لتحقيقه لم ينجح للأسباب الآتية:
١- وعدتنا أن يكون التحصيل قرين الفهم وليس الحفظ فصدقناك، ثم اكتشفنا أن النظام الجديد لا يجدي معه حفظاً ولا فهماً.
٢- وعدتنا أن ترفع عن أبنائنا عبأ الثانوية العامة فصدقناك، ثم اكتشفنا أن نظامك قد زاد من همومهم، وأرجو من سيادتكم أن تعطني مثالاً واحداً في العالم لطالب يدخل الإمتحان بلا منهج محدد، وأصبح مطلوباً من أبنائنا أن يستمروا حتى آخر لحظة في دراسة كل ما له علاقة بالمادة، هل تعلم سيدي الوزير أنه حتى اللحظات الأخيرة قبل الإمتحان كانت أبناؤنا تدرس موضوعات جديدة خوفاً من أن يفاجئوا بها.
٣- لم تصدق سيدي الوزير فيما وعدت به من تدريب أبنائنا على النظام الجديد من خلال العديد من الإمتحانات التجريبية، فلا الإمتحانات كانت كافية، ولا التدريب كان كافيا، والعديد من الإمتحانات شابها الخطأ في الإجابات. بخلاف أن الامتحان النهائي لايمت باي بصله لاي كتاب درسوه سواء كتاب المدرسه أو كتب المراجعه النهائيه أو الدروس الخصوصيه (امتحانات من المريخ).
٤- لقد ألقيت أبناءنا في آتون إمتحانات هذه السنة الفاصلة (وهي كذلك شئت أم أبيت) دون أن تقدم لهم تصور واضح لأسلوب الإمتحان، وكانت قمة المهزلة تصريحك الغريب في أحد البرامج بأن الطالب غير معنى بعدد الأسئلة، والمطلوب منه أن يجيب عن أكبر قدر منها، وكأنك تطلب من رياضي في مضمار السباق أن يجري بمفرده خلال زمن معين دون تحديد مسافة معينة، فلا أحد يعرف تحديداً الهدف المراد تحقيقه من أي إمتحان، فأصبحوا كمن يقاتل طواحين الهواء.
٥- وعدتنا أن ترفع عن كاهل الأسر المصرية عبأ الدروس الخصوصية، بعد أن أدعيت أنه لا حاجة لها بعد أن أصبحت كل الدروس متاحة من خلال بنك المعرفة والمواقع الأخرى، وهو ما يخالف الحقيقة، فلا الدروس مكتملة ولا المدرسين مؤهلين ولا المادة العلمية كافية، وكان نتيجة ذلك أنك حققت رقماً قياسياً في أعداد الدروس الخصوصية هذا العام، بعد أن أصبحت متاحة من خلال الانترنت ودروس الأونلاين، ولن يجدي نفعاً مطارداتك لمراكز الدروس بعد أن أصبحت عديمة الجدوى، كما حققت أرباحاً طائلة لمكتبات بيع الكتب الخارجية التي أدعيت أنك ستمنعها، وفتحت أسواقاً سوداء لبيع كتب الوزارة التي رفضت توزيعها على الطلاب بحجة عدم الحاجة إليها، ثم فاجأت الجميع بالسماح بدخولها لجان الإمتحانات.
٦- كانت ثالثة الأثافي ظهورك بعد أول امتحان لتلقي باللائمة على الطلاب متهماً إياهم بأنهم اعتادوا الغش خلال إختبارات العامين الماضيين، فظهروا عاجزين خلال هذا الإمتحان، وهو إدعاء ظالم لكثير من الطلبة الذين رفضوا الإنسياق وراء الغش لأنهم كانوا حريصين على أن يؤهلوا أنفسهم جيداً للحظة الإختبار الحقيقية.
ومازال الغش موجود عند أولياء الأمور معدومي الضمير للأسف.
٧- والآن وأياً ما كانت نتيجة هذا العام، فقد فشلت يا سيدي في تحقيق كل ما وعدت به، ولن يغفر لك حتى لو وجدنا أبناءنا يلتحقون بالكليات التي يتمنوها، فقد حطمت معنوياتهم، وقتلت طموحهم في المنافسة الشريفة، وجعلت المجتهد منهم يتمنى الموت من فرط ما تعرض له من ضغط عصبي تنوء بحمله الجبال.
عزاؤنا الوحيد من هذه التجربة المريرة أننا اكتشفنا أن أبنائنا (بنين وبنات) كانوا حقاً على قدر المسؤولية، بل كانوا أكثر صموداً منا نحن الآباء والأمهات، ونحن فخورين بهم مهما كانت النتيجة.
وختاماً أقول لك لقد ظلمت أبناءنا، وكذبت فيما قلت ووعدت، فإلى الله نشكوك، وحسبي الله ونعم الوكيل.
لست ضد التجديد والتطوير ولكن لابد وان بكون بحساب الطلبة مش فيران تجارب لمصير غير مخطط من الادارة التنفيذية للتعليم
Discussion about this post