بين الأحراش أناغي غيمات الربا..
بين أنفاق التيه أتحسس دروبي في المدى
بات شجر التوت يذبل من عطب الوبا
ويح يعربد في دهاليز متاهات الوغى
ما بال ذاك الخريف طويل الأمد مُغردا
أنّى تبوأت بقعة من هذه الأرض السوداء…
يخاتلني ذاك الطريد بداخلي ويلبي الندا
مخاطباً إياي: يا هذا.. يوم الحصاد هاقد بدا!..
والسماوات مطويات تعاند هذياناً كالرَّدى
فوجدت روحي تقصل أجزائي يغير هدى
حتى خَبت أشلائي كهشيم تذروه ريح العِدا
فأزعق وأصدح فاغراً فيهِ؛ أغيثوني…
إني مُعتق بأفياء بلوطٍ كان يومَذا متنهِّدا
ينفض فراشاته الصفراء بين الثنايا
وتمسد بقايا صورتي المهملة عبر أثيرٍ اقتدى
علَّني ألملم أضلاع بروايزي المحطمة..
وسرابيل الصمت تحضني على حديثٍ تمرَّدا
صاح رصاص الغيوم: بأي ذنبٍ تلومني..
قطراتي لن تذهبَ سُدى!!…
صحيحٌ بأني وضعت بعضي على كلِّي..
ولكنَّ ذاك لم يشفع لإنسانٍ مُذ كان كمالاً ابتدى
مازال يسلب.. مازال يعوي.. مازال يترح أحزاناً
مازال يتوسَّد قحلاً من الآلام والأحلام المستعمرة
مازال كالقسورة جريحاً بلا أنياب يزمجر بالفدا
ليجدد خارطة التاريخ ويرسم تقويم حاضرٍ وغدا!!!…
هب أني وجدتك؛ أيا ألبومَ ربيعَ أوقاتي..
لا بأس..هاكم آنت أحاييني.. فلا تترددا
أحمد بيضون – مصر
Discussion about this post