حكمة قاضي …

حكمة قاضي …

                    قصة قصيرة

بقلم الكاتب

أنيس ميرو – زاخو

كان للقروي ( مصطفى باكوزي) عدد لا بأس بهم من الابناء و البنات و كان يسكن في احدى القرى القريبة من محافظة ( دهوك) و كان اولاده من زوجتين توفت الاولى نتيجة مرض اصابها فتزوج باخرى بسبب ظروفه الخاصة و احوال بيته و مشاغله الكثيرة و لكونه كان رجلا صبورا و محبا لاولاده و عمله في قريته ( باكوز) و هذه القرية مشهورة بمحدودية وجود المياه فيها كان المصدر الوحيد في القرية و جود نبع مياه بالكاد يكفي لسكان هذه القرية و كانت توجد مصادر اخرى للمياه و لكن في منطقة بعيدة عن القرية؟؟؟

 و كان ل ( لمصطفى ) خبرة عجيبة لتتبع ( نحل العسل) حيث كان يقضي اوقاتا طويلة بالقرب من مصادر المياه هذه و كان يراقب ( نحل العسل) عند قدومها لشرب المياه و مغادرة المكان و اكتسب خبرة كبيرة (حسب عدد دورانها و طيرانها )و كان دوما يوفق بالاستدلال لوكرها سواءا كانت جوف شجرة قديمة او تجويف ما في صخرة من الجبل في محيط القرية ….؟

دوما كان تجد لدى بيت ( مصطفى) عسل متنوع الاشكال و الالوان؟؟؟

وكان ل ( مصطفى) المام بلغات عديدة كالتركية و الانكليزية و العربية اكتسبها حينما خدم بالخدمة العسكرية العثمانية؟

ومرت ايام زار( مصطفى ) ابنته. ( فاطمة) التي كانت تسكن في مدينة( دهوك) وبعد ان بقي فيها عدد من الايام وهيء نفسه للعودة لقريته( باكوز) و التي

 تبعد كم ساعة سيرا على الاقدام وطلبت( فاطمة) ان تسافر مع ابيها للقرية و كان يصطحب معه بغلة لحمل المواد او للركوب ان شعر بالتعب و كان الطريق مابين ( دهوك) و (العمادية) قد بدأ حديثا استخدامه من قبل (القوات الانكليزية )و لم تتعود الحيوانات بمشاهدة المركبات او للأصوات التي تصدر من محركات هذه المركبات ( مصطفى) طلب من ابنته ( فاطمة ) ان تعتلي ظهر هذه البغلة لكون المسافة متعبة و بعد ان وصلوا لنقطة ضيقة من الوادي…. (گلي دهوك. )كانت توجد مركبة للجيش الانكليزي تحاول المرور و لكن البغلة جن جنونها بسبب المركبة و ما يصدر منها من صوط المحرك و كادت هذه البغلة ان تتسبب بحادث مؤسف فما كان من( مصطفى ) الا ان قام بانزال بنته( فاطمة) من على ضهر البغلة وطلب منها ان تمسك بالحبل المربوط برأس البغلة و توجه هو للسيارة العسكرية البريطانية والتي كان من يقودها مستمراً بالضحك..؟ 

لكي يخوف هذه البغلة بصوط المحرك وجه لهم كلمات قاسية باللغة الانكليزية. و فوجئوا بهذا الكيل من الكلمات النابية من قبله. وطلب منهم اطفاء محرك المركبة لحين ان تتجاوز البغلة لهذه المركبة ؟؟؟؟

اندهشوا من هذا الرجل المسن و كيف كان يؤنبهم على ما فعلوه و اخيرا طلبوا منه الاعتذار و مرت البغلةبسلام؟

اي كان نادرا ما تشاهد مركبة و غالبيتها كانت عسكرية؟؟؟؟

وبعد مرور فترة طويلة طلب ولده( سليم) من والده ( مصطفى ) السفر لمدينة ( دهوك) بسبب وجود معاملة تتطلب حضوره ….؟؟؟

كانت الخطة مدبرة من قبل ولده ( سليم) للقيام بتسجيل كل ما يملكه ابيهم ( مصطفى ) من اراضي في هذه القرية ( باكوز) باسم اولاده الذكور؟؟؟؟ فقط وحرمان بناته من الميراث؟؟؟

 وحينما وصلوا مبنى محكمة( دهوك) دخل ولده ( سليم) مع المعاملة لغرفة (الحاكم)؟

 من اجل اكمال معاملة التنازل وتسجيلها على اسماء اولاده الذكور !!!

وبعد ان تفحص ( الحاكم) مضمون الطلب طلب من ( سليم) ان يحظر ابيه ( مصطفى ) و حينما جلب ابيه امام (الحاكم ) طلب من ( سليم) ان يترك الغرفة و تحدث السيد ( الحاكم) مع 

( مصطفى ) وقال له كيف تقوم بحرمان بناتك من الميراث و انت شخص مسن و كيف سوف تواجه ربك؟؟؟؟ 

استغرب ( مصطفى ) من هذه التفاصيل بعد ان علم. بها من (الحاكم )فقال له فقط اخبرني بوجود معاملة تخصنا وتحتاج ان تقوم بالتوقيع عليها؟؟؟؟

فقال (للحاكم) اشكرك على هذه الملاحظة المهمة لربما كانت تفوت علي مضمونها و طالب من ( الحاكم) بتمزيق هذه المعاملة و قدم السيد ( الحاكم) له الاوراق و قال له انها تعود لك و تصرف كما يأمرك به ضميرك وفعلا قام بتمزيقها و شكر ( الحاكم) و حينما التقى بولده ( سليم) بالرواق اشبعه كلمات نابية ومن غرائب الامور زرت خالي ( سليم) بعد مرور عدد من السنين علمت كونه طريح الفراش و بعد ان سلمت عليه كان يقوم بتلاوة القرآن الموجود في حجره ولكنه مع بقية اخوته قاموا بغدر شقيقاتهم بعد ايام من زيارتي له توفى. …

اخوته قاموا بتوزيع الميراث للذكور فقط خارج نطاق الاستحقاق القانوني؟؟؟؟؟