. كان جدي رجلا عاطفياً بشكل مرعب، أو ربما كنت أراه حين كنت طفلة و مراهقة كذلك ، كانت دمعته قريبة جدا ، يبكي كلما تذكر امه أو أباه، يبكي إذا مرضنا نحن الاطفال، و يبكي في المرات القليلة التى يشاهد فيها مسلسلا تلفزيونيا ، كنت كلما أراه يبكي استغرب لم أكن أفهم حزنه و تأثره وقتها بل أحيانا كنت اضحك حين أراه يبكي بسبب مشهد في مسلسل و اتسأل لماذا لا يؤثر فيٌ أنا و لماذا أعجز عن البكاء.
اليوم صرت ابكي كثيرا ، ابكي كلما تذكرت أبي و جدتي و كلما تذكرته هو أيضا ، ابكي حين أشاهد فلما أو مسلسلا ، ابكي حين أشاهد نشرة الأخبار و ابكي حين أشاهد أطفالا و ابكي حين أفتقد من أحب ، صارت دموعي قريبة ، و تضعني احيانا في مواقف محرجة ، و لا أدري هل بحكم السن صرت أشبه جدي، و أو أننا كلما كبرنا في العمر ، تصبح قلوبنا هشة و من زجاج سريع الكسر، فقط ما يزعجني أني كلما بكيت عادت إلي صورة تلك الطفلة التى كانت تضحك أمام دموع جدها.
Discussion about this post