كتب/خطاب معوض خطاب
أحمد خميس أحد أبطال “الأيدي الناعمة”
الممثل والشاعر والإذاعي وعضو اتحاد كتاب مصر
الفنان أحمد خميس الذي كتبت عنه في الجزء الثاني من كتاب “شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية” يعد واحدا من أكبر المبدعين الذين لم ينالوا ما يستحقون من شهرة أو تقدير، فرغم كونه شاعرا مبدعا وإذاعيا مفوها وممثلا قديرا إلا أنه قد ظلم في حياته وبعد مماته ظلما كبيرا، وقد ولد في يوم 13 يناير سنة 1925، وهو أحد الموهوبين حقيقة، حيث كان شاعرا مرهف الحس وكلماته رشيقة واشتهر برباعياته وقصائده التي لحنها كبار الملحنين وأداها كبار المطربين، فقد غنى ولحن له الموسيقار محمد عبدالوهاب قصيدة “الروابي الخضر” والتي اشتهرت وذاع صيتها باسم “ليالي الشرق”، وهي التي اشتق من اسمها ومقدمتها الموسيقية برنامج إذاعي شهير كان يقدمه الإذاعي الكبير وجدي الحكيم بإذاعة صوت العرب، حيث قال فيها الفنان الشاعر أحمد خميس:
يا ليالي الشرق هل عادتك أشواق الغناء
فالروابي الخضر تشدو والسنا حلو الرواء
والأماني هتاف عرفته الضفتان
فجرى في مقلة الأرض وفي قلب السماء
كما لحن وغنى من أشعاره أيضا الموسيقار والمطرب الكبير فريد الأطرش أنشودة “البعث الجديد”، كما غنت له المطربة سعاد محمد قصيدة مشهورة هي “موكب الخالدين” من ألحان الموسيقار رياض السنباطي، وغنت له المطربة نازك “أنا وأنت والليل والقمر” من ألحان الموسيقار حسين جنيد، كما غنى له آخرون منهم المطربة القديمة نجاة علي، والجدير بالذكر أنه في بداية الخمسينيات من القرن الماضي قد التحق بهيئة الإذاعة البريطانية BBC حيث شارك في تأسيس القسم العربي بها، وكان معه وقتها العالم الأديب المعروف الدكتور يوسف عزالدين عيسى مؤلفا دراميا، والفنان الكبير محمود مرسي مخرجا إذاعيا، بينما كان هو المذيع المفوه بالقسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية في ذلك الوقت.
وحدث بعد العدوان الثلاثي على مدينة بورسعيد في سنة 1956 أن عاد الثلاثي المصري إلى القاهرة، وعملوا معا بالإذاعة المصرية، وكان هو واحدا ممن شاركوا في تأسيس إذاعة الأسكندرية المحلية، وبعدها اشتغل بالفن وقام بالتمثيل في عدد من الأفلام السينمائية، منها “رسالة إلى الله” و”الأيدي الناعمة” و”عنتر بن شداد” و”فجر الإسلام” و”وفاء إلى الأبد” و”عفوا أيها القانون” و”الرقص مع الشيطان” و”الشك يا حبيبي” و”أنت عمري”، كما شارك في بطولة عدد من المسلسلات التليفزيونية مثل مسلسل “رأفت الهجان” ومسلسل “ومن الذي لا يحب فاطمة”.
وكان شاعرا رومانسيا معروفا في أوساط الأدباء والمثقفين، ولكن طغت شهرته كممثل على شهرته كشاعر وإذاعي، لأن الإعلام لم يسلط الضوء على هذا الجانب من حياته، والغريب أنه حتى كممثل لم يأخذ حقه من الشهرة، ولم تعرض عليه أعمال بقدر موهبته الكبيرة كغيره من الفنانين والمبدعين، وربما يعود ذلك إلى أنه كان معتدا بنفسه ولم يكن يطلب من المخرجين أن يشركوه في أعمالهم، بل كان ينتظر منهم أن يطلبوه هم، وهكذا عاش طوال حياته مبدعا معتزا بكرامته معتدا بنفسه حتى وفاته التي اختلفت فيها المصادر، فبينما ذكرت العديد من المصادر أنه قد توفي في يوم 12 أكتوبر سنة 2008 عن عمر ناهز 83 عاما، إلا أنني تواصلت مع الباحث في مجال الأدب الأستاذ محمد رضوان صاحب الدراسة البحثية عن أشعاره والتي صدرت في كتاب عن دار الهلال تحت عن عنوان “أحمد خميس شاعر الروابي الخضر”، وقد أكد لي أنه توفي في يوم 5 أكتوبر سنة 2008.
والجدير بالذكر أن الفنان الشاعر أحمد خميس كان قد تزوج من الإعلامية ليلى موسى بنت الدكتور أحمد موسى الأديب وأستاذ النقد الفني والرسام والمصور فوتوغرافي وعاشق التاريخ والآثار، والذي كان يعمل مستشارا ثقافيا لمصر في بون بألمانيا الغربية خلال الفترة من سنة 1954 إلى سنة 1962، وما زالت الإعلامية ليلى موسى أرملة الفنان الشاعر أحمد خميس تعيش في مدينة القاهرة بعد رحيل زوجها ثم رحيل ابنتهما راندا عن الحياة.
Discussion about this post