المهدي الحمروني
وكان ذنبكَ العظيم
عشيّة جئتَ من أواخر قُراك تسعى
عارفًا قدر نفسك
لتقف دون قيمتك
على عواصم ظالمةً أهلها
مانعةً بني سبيلها
تخاف ولا تخجل
مؤلِّهةً من لا يرحم
مؤثِرةً على أُولي ألبابها من لا يستحي ولا يخشى
ولجتها على دِعةٍ
بهيئةٍ صعلكها الشعر
فلم تلوي ربطة عنقٍ لتغاريدك
عندما رتّبتَ هندمةً عفوية الشعث
سالكًا بها أفئدة الريح
بلا طمعٍ في بُرَد المعاطف على ترف الرُكح
لِما ارتأيتهُ ترجمةً تليقُ لمحيَّا النص
إذ آليتَ اعتصار مدادٍ صعبٍ
بحّتهُ الأدخنة والغبار والتيه
على بيدٍ عجافٍ لا وعد لها
فيما آمنتَ بنذره لأبديّة ما يمكث في الأرض على جفاء الزبَد
معروكًا بما يكفي إلى نواضج معنًى
يقطر عفّةً عن بهارج الصدى
مُخلِّقًا لظلك أثرًا غير ذي هلعٍ على بريق
قانعًا بما ناسلتَ في منابت الأخيلة
دون حرجٍ على قُصَّر الوعي به
لتهدأ قليلًا أيّها الشعر في روعتي
أُحِبُّ لك سكينةً تستعيدك طائرًا بريعان الرفرفة
على فضاءٍ بِكر
مُشرِفًا على سهولٍ خصيبةٍ وتلال مخضرمة
غيرةً على اللغة سننأى معًا
لأناةٍ تُحضِّر نارها لرؤيا أشهى مفردة
كيفما لاح وحيكَ
استلهمني بك وجهًا بعيدا
يرفًّ حييًّا ونافذًا كأسطورة إلهٍ
وهِبة نبي
لما يُكثِّف وميضًا للقصيدة
مقتصدًا ابتسامه رأفةً بالدهشة في الكلمات البسيطة
بمنتهى الرصانة عن الجلبة
ومخافةً على قراءةٍ هيّنةٍ من الذنب
أو امتحانًا لاقتراف التلقّي بنزفٍ مزيد
هكذا أحملني مُسرِفًا في ابتلائي
بكتابٍ يستكنِه سِمتي
إلى مطالٍ من الفهم
على حائط
الدهر
ودّان. 3 أيار 2024 م
Discussion about this post