فراشات طرطوس البيضاء
ناديا يوسف
التميز ليس مجرد كلمة هو كثير من العمل والجهد والنشاط الذي يبدأ بفكرة صغيرة ومن ثم يتحول إلى إنجاز
بدأ الأمر بحلم يراودها و من ثم إلى واقع آمنت به و سعت بكل جهدها لتحقيقه
لطالما حلمت بتلك الفراشات البيضاء التي كانت تركض وراءها في صغرها لتترجم هذا الحلم وتنشىء مجموعة من البراعم الصغيرة تدربهم وتعلمهم الفن الإبداعي وتكون هي الشرنقة الكبرى لهم التي تحتضنهم من خلالها لتكون الأم والمدربة لهم بنفس الوقت لم تنتظر المساعدة من أحد بل سعت بنفسها إلى غايتها وهدفها
إنها المدربة صفاء خليل زهرة التي تتحدث عن عمل الفرقة الفنية للرقص الإبداعي
الطفولة عالم آخر لا تشعر فيه بشيء وكأنك في بلاد العجائب يجعلك تبتعد فيه عن الحياة بكل مافيها من مشاغل ومتاعب براءتهم وضحكاتهم و لعبهم و شقاوتهم الجميلة تجعلك تعود لمراحل طفولتك الأولى وتهمس في نفسك ليت الزمان يعود بي و رغم بساطة عالمهم إلا أنه من الصعوبة وُلوجَهُ و التعامل فيه
فهو يحتاج لجهد وطاقة مضاعفتين
فأنت أمامهم ليس مجرد معلم أو مدرب بل تكون تحت المجهر أمامهم فكل خطوة وحركة محسوبة عليك تتعرض فيها للنقد البريء منهم لأنهم لا يعرفون الكذب أو المرواغة يقولون مايشعرون فيه
ناهيك عن كونك المثل والقدوة بالنسبة لهم .
أما عن تجربتها مع الأطفال فتقول عنها كانت الفكرة موجودة معي منذ مدة طويلة ولكن لم أخطُ الخطوة الأولى إلا بعد أن تدربت كثيراً وتعلمت من تجارب الآخرين واعتمدت على التعلم الذاتي من خلال الدورات والبرامج الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي
هذا وقد عملت بداية مع أولاد أقربائي وأصدقائي وتوسعت الدائرة لتشمل الكثير من الفتيات
ومن ثَمّ انتسابي إلى نادي الشيخ سعد الرياضي وأنا عضو مجلس إدارة فيه الذي زاد من خبرتي في هذا المجال
فريق الفراشات عمره الزمني أربع سنوات يتكون من ١٥ فراشة يتم تدريبهم على لوحات فنية منوعة تجمع بين الباليه والجمباز الإيقاعي يتم التدريب لمدة ٥ ساعات يومياً بشكل يومي ما عدا يومي الخميس والجمعة ولَم يتوقف الأمر عند التدريب فقط وإنما تمت المشاركة في العديد من المهرجانات والاحتفالات الجماهيرية بالتعاون مع العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية والمشاركة الخاصة في الاحتفالات الخاصة بتكريم الجرحى وأسر الشهداء وأما عن المستقبل تختم حديثها بقولها الحلم هو بقعة الضوء التي نحاول الوصول إليها في حياتنا والشيء لا يأتي من الفراغ وإنما هو نتيجة جهد وتعب و إيمان بأنفسنا أولاً ومن ثم أحلامنا وبالمجموعة التي تعمل معنا ومن ثم تأتي المثابرة على العمل يجب ألا نتوقف عند العقبات التي تواجهنا وإنما نسعى لتذليلها ومن ثم الاستمرار والبحث دائماً عما هو جديد وعند تحقيق مبتغانا علينا التواضع وألا نسمح للغرور أن يسيطر علينا و إلا فمصيرنا الهاوية والنهاية
لنجعل حياتنا جميلة كهذه الفراشات
Discussion about this post