بقلم عبد الواحد السويح
والرّواحلُ المتّجهةُ صوبَ الغمامِ
والغمامُ يقطرُ دمًا، تتجمّعُ شراراتُ الوطنِ والحواملُ يلدنَ فجورًا، مخضّبةٌ هي الأشياءُ والصّراخُ، آهٍ من الصّراخِ، يا الياءُ من أنادي سوى ملامحِ القدّيس الّذي ترقَّبَتْهُ قطراتُ السّرابِ البعيدِ واللّهُ فيَّ امتطى صهوةَ خيلٍ لا أسودَ ولا أبيضَ، رحماكَ، رحمايَ من عشقٍ
شقَّ عينًا ترى مرّتينِ، أُرجعُ البصرَ ينقلبُ البصرُ عمًى.
تنصهرُ البقايا الحزينةُ عبرَ ثنايا خطوطٍ حبرُها الرّياحُ
والرّياحُ المجنونةُ تتبسّطُ أروقةَ القفار، تُفتضُّ عذراءُ وتسقطُ العصافيرُ تتلوّى
يا
يا
ماذا بقيَ وقد تكتّلَ الهواءُ وإنّهُ لَيخنقُ النّخيلَ وأشجارَ الكرومِ على ضفافِ سرابٍ دافقٍ.
ناقةُ عمّي، إلهتُهُ، تجمّدتْ دمعتاها أمامَ نخلةِ خالي، إلهتِهِ، وتبكي الآلهةُ حسرةً وتحلّقُ الشّياطينُ شامتةً والرّاحلة رأيتُها،
أيّتها الرّاحلةُ قلتُ لها، امسحي فيَّ عارَكِ قبل أن تندهشَ الرّياحُ.
لِمَ يقصرُ اللّيلُ ذاتَ لقاءٍ؟ إنّ الشّمسَ شيطانةٌ، إلهةَ أمّي، لِيلْعنكِ الغمامُ
والغمامُ يقطرُ دمًا، تتجمّعُ شراراتُ الوطنِ محمَّلةً بوميضٍ لا أحمرَ ولا أصفرَ، والحواملُ يطلُقْنَ وضحكاتُ أشباهِ الرّجالِ تهلّلُ بقدومِ قدّيسٍ يدومُ
ويدومُ في زجاجةٍ
والزّجاجةُ تعانقُ زُحلًا
وزُحلُ أَسْود أَسْود ينعكسُ في الزّجاجةِ
والزّجاجةُ لا تلمحُ منها الشّياطينُ سوى بقعٍ قاتمةٍ.
لن أعودَ قبلَ الصّباحِ، قالتْ.
وليتَ العصافير تحيا
يا
يا
تأوّلي، تأوّلوا، تأوّلنَ أوّلَ اللّقاءِ كيفَ كنّا، أنقلبُ إليكم بيا ليتني آهٍ.
هناك من يحفرُ قعرَ الزّجاجةِ. أوّلُ الغيثِ قطرةٌ
والقطرةُ الملتصقةُ تبحثُ عن الّذي فيَّ
يا الْحقُّ، يا لا نخلة ولا ناقة، القبرُ ضيّقّ ضيّقّ وأنا عظيم.
Discussion about this post