إن أحد أبرز مهام العلوم الإنسانية، تكمن في إنتاج الفكر، والعمل على المحاكمات العقلية، ودحض كل ما هو دخيل، وهذا الأمر يقع على عاتق كل فرد متخصص في هذا الشأن، مما يعني أن بناء الحضارات والتفاعل الفكري هي من أولويات العلوم الإنسانية، خلافاً لغيرها من الإختصاصات الأخرى التي تعنى بالشأن العلمي المستند إلى القواعد الأساسية المحددة.
تشكل التجربة العقلية انغطافا تاريخيا في مستوى الرقي الحضاري، ومعرفة المعالجات الفكرية التي عرفها كل مجتمع بذاته، فعندما يحاكم أي مجتمع إنساني، لا تلحظ فيه أعداد من حصل على الشهادات العليا في الاختصاصات العلمية، بقدر ما تلحظ المحاكمات في الجانب الفكري، كنتاج للعلوم الإنسانية التي تخضع كل المسائل، إلى التحليل والتدقيق والتحقيق والبحث وتقديم النظرية العقلية المستندة إلى الفكر.
Discussion about this post