حيدر غراس / العراق
…… ١
تُرى، ماذا يريدُ الشِّعرُ منّي
سؤالٌ يتوهُ في فمِ الإجابةِ..؟
لا أُنكِرُ،
هُزمْتُ منذ أوَّلِ بيتِ شِّعرٍ كتبتُهُ
من يومِها وأنا أغسلُ وجهي بماءِ النّارِ
لا أُنكرُ
لم يكنِ الشِّعرُ معضلتي الكبرى
نيِّفٌ و خمسون
و أنا أربّي الحروفَ أطفالاً صغاراً
لا أُنكرُ
لم أكنِ الوحيدُ المفلسُ في القافلةِ
لم أنجُ من التُّهمةِ
مع أنّي لم أكنْ يوماً في الغارِ
لا أُنكِرُ
حينما تورَّمتْ ساقي للمرَّةِ الأولى
كنتُ أجوبُ أزقةَ الشِّعرِ بعكازٍ مدبَّبةٍ ووصفةِ عطارٍ
لا أُنكِرُ
“العِشارَ”
ذاك النَّهرُ ما عادَ يُسحرُني
اسألوا ابنةَ(البجاري)
و إن لم تصدِّقوا
اسألوا بناتِ (بشار)
لا أنكرُ
لم تعدْ لي حُجةٌ أتشدَّقُ بها
على صفحاتِ النت الزرقاءَ
و لعلَّ هذا ما يُفسِّرُ الفرق َ
بين الشاعرِ و (الشُّعٍارِ)
…….٢
الشعراءُ لايملكون أموالاً يوزعونَها على الفقراءِ،
لا يملكون من الشِّعرِ أرغفةً تسدُّ
جوعَ ليالِ الشتاءِ
أعرفُ شاعراً يكتبُ نصوصاً قصيرةً، يسمِّيها بأسماءِ بناتهِ الإربعةِ، كلَّما سألتهُ ماهذا
قال:
ليلى، لبنى، ولادة، خنساء
الشتاءُ في ليلِ الشعراءِ قصيرٌ
كنصوصِهم،
طويلٌ ليلي
هذا ما يفسَّرُ، لستُ من الشعراءِ..!
……… ٣
كلُّ حرفٍ لا يُكتَبُ فيكِ، يولدُ ميتاً
كلُّ قصيدةٍ لم تنجبْكِ عاقرةً
كلُّ نصٍّ لم يرضعْ من ثدي أصابعِك نصٌّ عاق،ٌ
أنتِ القمرُ الطالعُ من بطونِ القصائدَ
وحقيقةُ الشعرِ الثابتةِ بين طياتِ الكراريس..!
….. ٣
اتعلمُ من يحبُّكَ..؟
لا أحداً
أتعلم من يسألُ عنكَ..؟
لا أحداً
أتعلمُ من يهمُّهُ أمرَكَ..؟
لا أحداً
أتعلمُ من يبحثُ عنكَ؟
لا أحداً
أتعلمُ من هو اللاَّأحدُ..؟
أنا….
……هامش….
في المساءِ أتخيَّلُ أشياءً غريبةً
أتخيَّلُكِ قريبةً..!
.
Discussion about this post