الشاعر التونسي
الحبيب المبروك الزيطاري
نابل /ج تونسية
14ماي 2024
على قارعة الطَّريق
تنام الثَّعالب
تُغمض عينا و تفتح اخرى
و تَخيط الشِّباك
بخيط و إبرة
على قارعة الطَّريق
تنام الثَّعالب
تمرَّ العصافير جوعى
تحطُّ على أرض معفَّنة
لتلتقط بعض فتاة
من بين الأشواك
و دماء المجازر
على قارعة الطَّريق
تترك ريشها متناثرا
و بعض العظام
و دموع ثكلى
و زقزقات متقطِّعة
يخنقها الإدراك
و اسوار المقابر
على قارعة الطَّريق
أرجل حافية
يلسعها الصَّقيع
تبحث لها عن مأوى
و حلما لم يعد حلما
بل صار مستحيلا
ميتا بلا حراك
و خيالا غابر
على ناصية الطَّريق
يجلس هرقل العظيم
بهيأة الجبابرة
في تعال فرعونيّ مقيت
يَعدُّ المارين
و يأخذ منهم ما جمعوه
و كلَّ الأملاك
و عمرهم العابر
على قارعة العقول
ثعالب تتربَّع
تحيك الدَّسائس
تضع خبثا في قهوتك
بدل السُّكر
تفقدك الإدراك
و تتحكَّم في المصائر
على قارعة الطَّريق
لا منطق يحكم الاشياء
لا قوانين الفيزياء
و لا قانون الصُّدفة
فلا تحلم بالفكاك
و لا بأن تخيط
جرحك الغائر
على قارعة الطَّريق
الكلُّ يندب حظَّه
الكلُّ يبتلع السِّكِّين
يُخفي وجهه
في أكداس الرِّمال
الكلُّ يقع في الشِّراك
و الكلُّ في نفس الطريق سائر
Discussion about this post