فائزه بن مسعود
في بقعة ما من الأرض يوجد متحف…
المتحف فريد من نوعه، فالجدران والسقف والأبواب وحتى الأرضيات مصنوعة من المرايا.. دخله كلب صدفة فصعق لمجرد رؤية انعكاساته، أصيب بذهول وحيرة وبصدمة كبيرة، فقد رأى فجأة قطيعًا كاملاً من الكلاب التي تحيط به من كل مكان…تحركت فيه غريزة حب البقاء فنبح وكشَر عن أنيابه دفاعا عن نفسه
فنبحت كل الكلاب وكشرت عن أنيابها
ركض صوبها، فركضت صوبه مهتاجة ثائرة هائجة ومائجة وتخبّط وأدبر وأقبل محاولا إخافة الكلاب وإبعادها دون جدوى…واستمرت المعركة الدونكيشوتية طوال الليل إلى أن سقط على الأرض بلا حراك….
في صبيحة اليوم التالي
عثر أمين المتحف على الكلب التعيس ميّتا ومحاطا بانعكاسات لا حصر لها (لكلب ميّت)
لم يكن في المتحف من يمكنه إيذاء هذا الكلب…
إذن الكلب قتل نفسه بنفسه بسبب الخصام ما انعكاساته…
وهكذا بعض البشر تقتلهم انعكاسات
نفوسهم الدنيئة…والعالم من حولنا لا يجلب لنا لا الخير ولا الشر تلقائيا…
وما الإنسان إلّا انعكاس لأفكاره ومشاعره وأمانيه، و خاصة لأفعاله وما الحياة إلّا مرايا…
فماذا لو ارتقى الإنسان ايجابيا في الوقوف أمامها؟
ملاحظة
القصة معروفة ومتداولة
اعدت صياغتها بطريقتي
Discussion about this post